أنباء 2009

بلغت أسعار الشاي أرقاماً قياسية هذا العام، لكنها قد تبدأ في الهبوط عام 2010 مع عودة أنماط الطقس إلى حالتها الطبيعية في الأقاليم الرئيسية المنتجة للشاي بآسيا وإفريقيا، حسبما ذكرت المنظمة اليوم. وقد سجّل السعر المركَّب لسلعة الشاي، كمؤشر عالمي للشاي الأسود، ما مقداره 3.18 دولار أمريكي للكيلوغرام خلال سبتمبر/أيلول وسط أوضاع الجفاف السائدة في الهند وسري لانكا وكينيا وتحت وطأة الطلب المتزايد؛ وبالمقارنة بلغ متوسط سعر الكيلوغرام 2.38 دولار أمريكي في عام 2008.

أصدرت لجنة استشارية من الخبراء المستقلين عُقِدَت بدعوة من المنظمة توصياتها بخصوص ستّة اقتراحات لتقنين التجارة الدولية في عددٍ من الأحياء المائية المستغلّة تجارياً بموجب المعاهدة الدولية لتجارة الأنوع الحيوانية والنباتية المعرّضة للانقراض. وُأبرمَت المعاهدة الدولية لتجارة الأنوع الحيوانية والنباتية المعرّضة للانقراض بهدف حماية الأنواع الوحشيّة التي تتأثّر مباشرةً بالتجارة الدولية، لا لصَون الأنواع المعرّضة لخطر الانقراض للأسباب الأخرى. وما أن يُدرج أي صنف أو نوع في سجل هذه الاتفاقية الدولية حتى تخضَع تجارته الدولية لدرجاتٍ متفاوتة من الرقابة حسبما يُمليه الوضع، ليتراوح التعامل به من مرتبة التجارة المقيّدة إلى مرتبة الحظر التام.

أشارت المنظمة في دراسة حديثة إلى أن مصايد الأسماك الطليقة التي تُعاني فعلياً تحت وطأة تحديّاتٍ مُتعددة لأسباب الصيد المُفرِط، وتدهور المواطن البحرية، وسوء الإدارة وغيرها ليست في وضعٍ يؤّهلها بحال لُمجابهة المشكلات الجديدة البازغة التي يمكن أن تنجُم عن ظـاهرة تغيُّر المناخ. وتواجِه البلدان النامية الجُزرية الصُغرى، نظراً لاعتمادها على الثروة السمكية وتربية الأحياء المائية بنسبة 50 بالمائة على الأقل كمَصدر للبروتين الحيواني أسوأ أوضاع التعرُّض قاطبة ً لآثار هذه التغييرات الكامنة. وتلوح على الثروات السمكية الداخلية التي يُعثَر على 90 بالمائة منها في إفريقيا وآسيا، أخطارٌ كبرى تهدِّد بتقويض إمدادات الغذاء وموارد الدخل والمعيشة لأعدادٍ من أشدّ سكان العالم فقراً.

تتحرّك أسعار المواد الغذائية العالمية صعوداً من جديد وفق مؤشر المنظمة لأسعار الأغذية الذي يتألف من سلّةٍ تضمّ الأغذية الأساسية من حبوب، وبذور زيتية، وألبان، ولحوم، وسكر مُسجِّلاً ارتفاعاتٍ مُتتابعة على مدى أربعة أشهر متوالية. غير أن المنظمة قالت في نشرتها الشهرية "توقعات الأغذية" أن أوضاع السوق تبقى مختلفةً عن تلك التي فجَّرت أزمة أسعار الغذاء قبل عامين وأن الأسعار بينما تسارعت ارتفاعاً، فما لبث العديد من العوامل الأخرى أن ظهر على الساحة تعزيزاً لهذا الاتجاه وبضمنها قيود التصدير الحكومية، والضَعف المتواصل للدولار الأمريكي، وتوسُّع شهية المُضاربين لاستخدام السيولة النقدية العالمية الهائلة من الإيداعات الفائضة.

تأتي فنلندا كأوّل بلدٍ مُساهم في برنامج للمنظمة بقيمة 60 مليون دولار أمريكي لدعم جهود التخفيف من تَغيُّر المناخ في القطاع الزراعي لدى البلدان النامية، يرمي إلى الترويج للممارسات الزراعية المُستدامة، وذات المستويات المنخفضة من العوادم لدى البلدان النامية على مدى السنوات الخمس القادمة في شراكاتٍ مع البلدان والمنظمات ذات الشأن. وإذ تعتزم فنلندا تقديم دعمٍ أوّلي بنحو 3.9 مليون دولار أمريكي للفترة 2010 - 2011، أعلنت المنظمة اليوم في تزامن مع مؤتمر الأمم المتّحدة المعني بتغيُّر المناخ في كوبنهاغن أنها ستُفاتح غير ذلك من جهات المتبرّعين لتأمين تمويلاتٍ أخرى للمشروع.

ذكرت المنظمة في تقرير جديد أن الموز من المتوقّع أن يصمُد في وجه الأزمة المالية العالمية أكثر من السلع الزراعية الأخرى. وبينما أوردت التنبؤات أن واردات الموز ستسجل انخفاضاً ضئيلا إلى 13.8 مليون طنّ في عام 2009، أي بنحو 3.3 بالمائة دون مستواها عام 2007، تُعدّ واردات الموز من قِبل الاتحاد الأوروبي، والولايات المتّحدة وغيرها من البلدان الصناعية مسؤولة عن هذا التراجع الطفيف بانخفاضات مقدارها 4.1 و5.5 و3.2 بالمائة على التوالي.

تُتيح الممارسات الزراعية التي تحتجز الكربون وتختزنه في التربة بعضاً من أكثر الخيارات الواعدة للعمل المبكّر وبمردود تكاليفيّ مُجدٍ في مواجهة ظاهرة تغيُّر المناخ لدى البلدان النامية مع المساهمة أيضاً في توطيد أركان الأمن الغذائي، طبقاً لموجز السياسات الذي أعدّته المنظمة كخلاصة تنفيذية لطرحه أمام مؤتمر قمّة كوبنهاغن. وتشير المنظمة إلى أن الزراعة، رغم ذلك قد استُثنيت إلى حدٍ كبير من الآليّات الرئيسيّة قيد البحث في إطار القمّة الدولية لتمويل التصدّي لظاهرة تغيُّر المناخ وآثارها والتكيُّف لها.

في غضون 16 شهراً ستُعلن المنظمة بالاشتراك مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان وشركاء آخرين عن أن أحد أشدّ الأمراض الحيوانية فتكاً بالقُطعان، التي عرفها الإنسان عبر تاريخه أي الطاعون البقري قد أدرج في سجلات التاريخ الغابر. وفي أوساط الصحة الحيوانية يُعادل هذا الإنجاز الهبوط على القمر للمرّة الأولى. وتلك أوّل مرّة في التاريخ ينجح فيها البشر فعلياً في استئصال شأفة مرضٍ حيواني (والمرة الثانية التي ينجح فيها الإنسان في القضاء على أي مرض حيواني).

حذّرت المنظمة اليوم في سياق الإعداد للمُشاركة في أعمال مؤتمر قمّة كوبنهاغن حول تغيُّر المناخ من أن التبدُّلات المناخية يُتوقَع أن يكون تأثيرها شديد الوطأة على قطاعات الزراعة والغابات والثروة السمكية في جزر المحيط الهادي مما سيُفاقِم أوضاع الأمن الغذائي المُزعزع وسوء التغذية في عموم الإقليم، واستحثّت كِلا الحكومات والأطراف المتبرّعة للبدء بتطبيق خططٍ صلِدة ومُوجَّهة لاتخاذ إجراءاتٍ فورّية في مواجهة تغيُّر المناخ على صعيد سائر جزر المحيط الهادي.