أنباء 2009

أكد المدير العام للمنظمة جاك ضيوف اليوم مُتحدثاً أمام مُنتدى دوليّ للقطاع الخاص نُظِّم لبحث قضيّة الأمن الغذائي، أن اتجاهات التَخصيص والعَولمة الاقتصادية وتحوُّلات السلسلة الغذائية بأسرها بِدءاً من المَزرعة إلى المائدة إنما أضفت مزيداً من الأهمية على القطاع الخاص. ويُعقَد مُنتدى القطاع الخاص (12 - 13 نوفمبر/تشرين الثاني، ميلانو) على هامش أعمال مؤتمر القمّة العالمي للأمن الغذائي كحدث تمهيدي للقِمّة.

عشية انعقاد مؤتمر القمة العالمي للأمن الغذائي في الأسبوع المقبل دعت المنظمة اليوم إلى إضرابٍ عالميّ عن الطعام لمدة يومٍ واحد تعبيراً عن دعم حملة مُناهَضة الجوع المزمن. وقال المدير العام جاك ضيوف، أمام مؤتمرٍ صحفي عُقِد بمقرّ المنظمة، "نقترح لكل شخص في العالم يُريد التعبير عن التضامن مع المليار الجياع، الإضراب عن الطعام يوم السبت أو الأحد المقبل".

تُخفي أرقام الجوع العالمي المتصاعِد وراءها حقيقةً ماثلة في أنّ 31 بلداً من بين 79 بلداً، رُصِدت أوضاعها الغذائية من قِبل المنظمة، قد سجّلت منذ أوائل التسعينات هبوطاً ذا دلالة في أعداد مَن ينقُصهم الغذاء الكافي. ويُلقي تقريرٌ صدر اليوم ضوءاً كاشفاً على التقدّم المدهش الذي أحرزه 16 بلداً أنجزت بالفعل هدف خفض عدد الجياع إلى النصف على النحو المحدد بحلول عام 2015، أو تمضي بشّق طريقها دئباً إلى بلوغ هذا الهدف المنشود.

حذّرت المنظمة اليوم في أحدث إصدارٍ لنشرتها "توقعات المحاصيل وحالة الأغذية"، التي يأتي توقيتها خصيصاً قبيل انعقاد مؤتمر القمّة العالمي للأمن الغذائي المُرتقب بالعاصمة الإيطالية خلال أيام من أن أسعار المواد الغذائية لدى البُلدان الفقيرة التي تعتمد كليّاً على واردات الغذاء لم تَزل تُعانِت في ارتفاعها رغم إنتاجٍ عالميّ جيّد من الحبوب عام 2009. وتذكُر المنظمة أن الأمن الغذائي المُزعزع بلغ نقطةً حَرجِة وبات يؤثّر على 31 بلداً تتطلّب اليوم معونات الطوارئ.

بينما لم ينفكّ ارتفاع أسعار الغذاء يُقوِّض قدرات صغار المزارعين الباكستانيين على الاعتياش من ريع حيازاتهم الصغرى شرع الاتحاد الأوروبي، بالاشتراك مع المنظمة، بجهدٍ رئيسي لقلَب اتّجاه الجوع المتُصاعد في باكستان من خلال توفير بذور وأسمدة محسّنة وتوزيعها على ما يقرب من 100000 مُزارع ومُزارعة من بين أشد الفئات تعرُّضاً لآثار الأزمة الباقية... التي أوقعت 10 ملايين من مُواطني باكستان في براثن الجوع ليصبح عددهم الكليّ نحو 46 مليوناً أو ما يعادل 28 بالمائة من مجموع السكان.

ذكرت المنظمة اليوم أن المعركة المزدوجة للنهوض بالأمن الغذائي لسكان الكوكب المتزايدين عدداً، واحتواء ظاهرة تغيْر المناخ المتفاقمة في العالم يمكن خَوضها على جبهةٍ واحدة: أي الأراضي الزراعية... عِلماً بأن الزراعة ليست طرفاً متضرراً فحسب من جرّاء تغيُّر المناخ، بل هي أيضاً المسؤول عن إطلاق 14 بالمائة من مجموع العوادم الغازية المسبِّبة للاحتباس الحراري العالمي. وبوصفها كذلك تملُك المؤهلات كعامل تخفيف.

إجتمع كبار مدراء المنظمة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وبرنامج الأغذية العالمي، بوصفها وكالات الأمم المتحدة التي تتخذ من روما مقرّاً لها، توطئةً لمؤتمر القمة العالمي للأمن الغذائى من أجل بحث كيفيّات تحقيق الفعّالية القصوى في مجالات الخبرة والمزايا النسبية لكلٍ من الوكالات الثلاث على نحوٍ يُدعِّم الجهود المشتركة في خدمة جياع العالم الذين بلغت أعدادهم 1.02 مليار شخص.

ذكرت المنظمة اليوم أن كمياتٍ كبيرة من الغذاء لدى البلدان النامية تُهدَر عقب الحصاد مما يُفاقِم أوضاع الجوع، وأكدت أنّ الاستثمار والتدريب من الممكن أن يُقلِّصا بمعدلاتٍ ضخمة من كميات فاقد ما بعد الحصاد الذي يُقدًّر بين 15 إلى 50 بالمائة من مجموع الإنتاج.

شرعت المنظمة بمشاوراتٍ واسعة تستهدف إصدار خطوطٍ توجيهيّة دولية هي الأولى من نوعها علي صعيد "حَوْكمة نُظم حيازة الأراضي وغيرها من الموارد الطبيعية" مثل إمدادات المياه والثروات السمكية والغابات. وتستغرق المشاورات والمفاوضات التي بدأت بالفعل إستجابةً لطلبات المجتمع الدولي والحكومات، ما يتجاوز السنة لاستكمالها.