المعاهدة الدولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة

رسالة من الأمين

 

أصدقائي وزملائي الأعزاء،

بينما نمشي قدماً لعبور عام 2022 ونحن مليئين بالأمل في وقوع تحول إيجابي تدريجي في الصحة العالمية والرفاهية لكوكب الأرض بشكل عام، سنكون دون وعي إذا لم نتوقف للتأمل والشعور بالحزن إزاء العدد الرهيب من الضحايا على إثر وقوع أسوأ جائحة عالمية في حياتنا في العامين الماضيين. سببّت جائحة كوفيد 19 اضطرابات وصعوبات في كل جانب من جوانب حياتنا، بما في ذلك سلاسل إنتاج الأغذية وتوزيعها. لقد كان لها آثار سلبية على الحياة وسبل العيش، لا سيما بالنسبة للمجتمعات الريفية وصغار المزارعين الذين يعتمد عليهم الكثير. وأدت الحرب في أوكرانيا إلى تفاقم الوضع العالمي، سواء من حيث الخسائر في الأرواح أو الإمدادات الغذائية، مع احتمال تسجيل آثار وخيمة على المدى الطويل. هذه أوقات صعبة للغاية بالنسبة للعالم بأسره، دون استثناء.

"لحظات الصعوبة الكبيرة هي أيضًا لحظات فرصة عظيمة". حسب قول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش António Guterres في مطلع العام. واقتداءاً بمثاله فإننا ننظر إلى عام 2022 دون فقدان الأمل وباعتباره فرصة للتعافي من الجائحة، ومن الأزمات البيئية والمناخية، ومن التحديات الأخرى التي تواجه البشرية وكوكبنا.

لا يمكن تقدير بثمن توجيهات المكتب والدعم الخارج عن الميزانية المقدم من الجهات المانحة خلال هذا الوقت الاستثنائي، إذ مكّننا من مواصلة العمل للاستجابة واتخاذ الإجراءات عندما وحيثما تشتد الحاجة إليها.

 على الرغم من الصعوبات التي سببتها الجائحة العالمية، فقد تكيفت أمانة المعاهدة بسرعة مع الوضع المتطور لمواصلة العمل المهم الذي كلفنا به الجهاز الرئاسي. في نهاية عام 2021 عُقدت الدورة الاستثنائية الأولى للجهاز الرئاسي للمعاهدة الدولية، التي وافقت على ميزانية مؤقتة لعام 2022، حتى يحين الوقت لاجتماع الجهاز الرئاسي في دورته العادية مرة أخرى.

بعد الاضطرار إلى تأجيل الإجتماع مرتين، فإن الدورة التاسعة للجهاز الرئاسي (GB-9) في مسارها للانعقاد في نيودلهي، الهند، في الفترة من 19 إلى 24 سبتمبر/أيلول 2022، وسيسبقها يومان من المشاورات الإقليمية والأقاليمية. وعادت الأمانة إلى حالة تأهب قصوى، وتستعد لجعل الدورة التاسعة اجتماعًا مثمرًا للجميع في بيئة آمنة بمساعدة الحكومة المضيفة في الهند.

وفي غضون ذلك، يتواصل عمل المعاهدة الدولية فيما بين الدورات على قدم وساق، وقد تضمن العديد من الاجتماعات الرسمية للهيئات الفرعية، والتي اختتم معظمها الآن مهامها لفترة السنتين. خلال هذاه الفترة التي لم يسبق لها مثيل، قمنا أيضًا بأنشطة جديدة متعلقة بالجائحة من أجل تلبية احتياجات مجتمع المعاهدة العالمي بشكل أفضل. في ظل التوجيه القدير من الرئيس والمكتب، أجرت أمانة المعاهدة الدولية دراسات استقصائية لتحليل تأثير الجائحة على صون الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة واستخدامها المستدام، وعقدت عددًا من الاجتماعات الافتراضية المتعلقة بـكوفيد 19. وتشمل هذه الندوات التقنية والاجتماعات عبر الإنترنت حول المواضيع ذات الأولوية، مثل الحفظ بالتبريد، ومشاريع صندوق تقاسم المنافع (BSF)، والنظام المتعدد الأطراف، والحفظ والاستخدام المستدام، واستراتيجية التمويل، وحقوق المزارعين. بالإضافة إلى ذلك، نواصل تطوير النظام العالمي للإعلام وتحسينه، وتكثيف المعرفة ومنتجات التدريب، وتحديث موقع المعاهدة الإلكتروني بانتظام، وتعزيز تواصلنا الاتصالي، ولا سيما وجودنا على وسائل التواصل الاجتماعي ورؤية صندوق تقاسم المنافع، وتطوير منتجات إعلامية جديدة تهدف إلى تقديم خدمة أفضل لأعضاء المعاهدة وأصحاب المصلحة المختلقين، مثل البث الصوتي الأول "محادثات المعاهدة" والوحدات التعليمية المحدثة.

طوال هذا الوقت، واصلت أمانة المعاهدة التنسيق مع جهات الاتصال الوطنية، والتعاون مع المنظمات الدولية الأخرى، مثل اتفاقية التنوع البيولوجي  وأعضاء آخرين في فريق الاتصال المعني بالتنوع البيولوجي، لا سيما فيما يتعلق بالإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد 2020. كما نسقت الأمانة مشاركة منظمة الأغذية والزراعة في المؤتمر الدولي الثاني للتنوع البيولوجي الزراعي، الذي اختتم بإصدار بيان روما بشأن التنوع البيولوجي الزراعي. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت المعاهدة الدولية، بالتعاون الوثيق مع الصندوق الاستئماني العالمي لتنوع المحاصيل، أول آلية في العالم لتقديم الدعم المالي لبنوك الجينات المعرضة لتهديد وشيك، في شكل "احتياطي الطوارئ"، والتي ستستجيب للطلبات العاجلة من بنوك الجينات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من أجل تجنب خسارة فادحة لمجموعاتها.

يبدو أن هذا العام سيكون عامًا حافلا بالأحداث، على الرغم من الاضطرابات العالمية المستمرة. ونتطلع إلى اجتماع  الدورة التاسعة للجهاز الرئاسي، حيث سيتم اتخاذ عدد من القرارات المهمة بشأن المعاهدة الدولية؛ ومؤتمر الأطراف الخامس عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي في كونمينغ، حيث من المتوقع اعتماد الإطار العالمي للتنوع البيولوجي؛ والاجتماعات الأخرى ذات الأهمية الخاصة لمجتمع المعاهدة الدولية. معًا، نواصل العمل لتوفير وتقاسم وحفظ البذور والنباتات التي تغذي العالم.

بينما نستعد لعقد الدورة  التاسعة للجهاز الرئاسي،  ونتطلع إلى لقاء العديد منكم شخصيًا من جديد، أتمنى لكم ولأحبائكم أن تقضوا ما تبقى من العام بأمان وصحة وازدهار، وأظل على استعداد لخدمة مجتمع المعاهدة الدولية.

بفائق الإخلاص

كينت

Previous Messages from the Secretary

شارك بهذه الصفحة