منصة المنتدى العربي للخدمات الإرشادية الريفية

مجالات العمل

كما أوضحت منظمة الأغذية والزراعة والمنتدى العالمي للخدمات الإرشادية الريفية، تشمل الخدمات الإرشادية الريفية "الأنشطة المختلفة التي توفر المعلومات والخدمات التي يحتاجها ويطلبها المزارعون والجهات الفاعلة الأخرى في المناطق الريفية لمساعدتهم في تطوير مهاراتهم وممارساتهم الفنية والتنظيمية والإدارية من أجل تحسين سبل عيشهم ورفاههم "(كريستوبلوس، 2010). 

يعكس التركيز الموضوعي للمنتدي العربي للخدمات الإرشادية الريفية الاحتياجات الملحة لأنظمة الإرشاد وخدمات الإرشاد الريفي المعاصرة والمبتكرة والشاملة والمراعية للمنظور الجنساني والتعددية والموجهة نحو السوق والمدفوعة بالطلب. التي تساهم في التحول الريفي الشامل. وتتماشى هذه الجهود مع السياق المتطور للزراعة والتنمية الريفية وتغير المناخ في المنطقة، والزخم للتحول الريفي الشامل. يلتزم المنتدي العربي للخدمات الارشادية الريفية (أفراس) بتطوير أنظمة الإرشاد وخدمات الإرشاد الريفي التي لا تستجيب للتحديات الحالية فحسب  بل إنها أيضا في وضع جيد للسيناريوهات المستقبلية في القطاع الزراعي.

التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره وإدارة الموارد الطبيعية

إن التحديات التي تفرضها ندرة المياه وتغير المناخ وتدهور الأراضي في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تدفع مقدمي خدمات الإرشاد الريفي إلى معالجة الموضوعات الحرجة للتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره. وتشمل هذه الممارسات الحراجة الزراعية والزراعة الصحراوية، والتقنيات الزراعية المقاومة للمناخ، والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، وحفظ المياه، وحماية النظام البيئي، والحفاظ على الممارسات الزراعية والأنواع الأصلية، وتعزيز ممارسات الزراعة المستدامة في سياق الترابط بين المياه والطاقة والغذاء.

التكثيف والإنتاجية المستدامة

لتلبية المتطلبات المتزايدة للأعداد المتزايدة من السكان في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، يعد ضمان تعزيز الإنتاجية والكفاءة أمرًا ضروريًا. ونظراً لهشاشة قاعدة الموارد الطبيعية وضعف المنطقة في مواجهة تغير المناخ، فمن الضروري تطوير أنظمة زراعية منتجة لا تلبي الاحتياجات الغذائية فحسب، بل تحافظ أيضاً على الموارد الطبيعية وتعززها مع احترام النظم البيئية. وفي هذا السياق، تلعب خدمات الإرشاد الريفي دورًا رئيسيًا في تعزيز الإدارة المتكاملة للأراضي والمياه والموارد الحية التي تعزز الحفظ والاستخدام المستدام بطريقة عادلة.

الخدمات الموجهة نحو السوق وريادة الأعمال الزراعية

مع تزايد التحديات المتمثلة في تجزئة الأراضي، وضعف التنظيم، وتناقص البنية التحتية والخدمات الريفية، يعاني صغار المزارعين من مشاكل انخفاض الإنتاجية، وارتفاع تكلفة الإنتاج، وانخفاض أسعار منتجاتهم، ومحدودية الوصول إلى الأسواق. لتمكين المزارعين بالمهارات التنظيمية وإدارة الأعمال وتسهيل اندماجهم في الأسواق وسلاسل القيمة، من الضروري تأمين الوصول إلى الخدمات الارشادية الموجهة نحو السوق. وتغطي هذه الخدمات الجوانب الهامة لمعلومات الأسعار، والمشورة في مجال الأعمال التجارية الزراعية، والتمويل، وممارسات ما بعد الحصاد، والتكنولوجيات والميكنة، وتجارة الأغذية المسؤولة، وتدابير الحد من فقد الأغذية وهدرها، وأنظمة الصحة النباتية، وسلامة الأغذية. يعد توفير هذه المجموعة الواسعة من الخدمات أمرًا ضروريًا لتعزيز دخل المزارعين وتحسين سبل عيشهم.

الشمولية وإدماج الشباب والمساواة بين الجنسين

الشمولية في مجال خدمات الإرشاد الريفي تعني أن يتمكن جميع المزارعين من الوصول إلى الخدمات الإرشادية التي يحتاجون إليها والاستفادة منها لتعزيز سبل عيشهم القائمة على الزراعة، بغض النظر عن وضعهم وهوياتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. ويستلزم ذلك أيضًا أن تستجيب خدمات الإرشاد الريفي للاحتياجات والتحديات الخاصة بالجنسين والعمر للمزارعين، فضلاً عن احتياجات المزارعين الذين يعانون من الفقر المدقع واللاجئين والنازحين والعائدين والأشخاص ذوي الإعاقة. وهذا أمر مهم بشكل خاص في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، مع ملاحظة أن سكانها من الشباب وانتشار صغار المزارعين. وعلى الرغم من مشاركتهم الواسعة في القطاع الزراعي، فإن صغار المزارعين يتأثرون بشكل غير متناسب بالفقر، حيث يشكلون حوالي 70 بالمائة من الفقراء الذين يعيشون في منطقة الشرق الأدني وشمال أفريقيا.

العمل الجماعي ومنظمات المزارعين

تلعب منظمات المنتجين والتعاونيات دورًا رئيسيًا في تسهيل وصول المزارعين إلى الخدمات، وايصال أصواتهم، والتعبير عن مطالبهم. وغالبًا ما تلعب هذه المنظمات دورًا مزدوجًا لكل من مقدمي الخدمات والعملاء، فهي تلعب دورًا فعالًا في التوسط مع الجهات الفاعلة في السوق ومقدمي الخدمات الآخرين، مما يساهم في تحسين الخدمات في مجتمعاتهم. ومع ذلك فإن الإمكانات الكاملة للعمل الجماعي في المنطقة لا تزال غير مستغلة إلى حد كبير. وللتغلب على العوائق التشريعية والمتعلقة بالقدرات هناك حاجة إلى الدعم في تطوير القوانين واللوائح التي تحكم التعاونيات، وتعزيز قدراتها الفنية والإدارية والتجارية، واستعادة صورتها كعناصر فاعلة حاسمة في تقديم الخدمات والوصول إلى الأسواق لصغار المزارعين.

حوكمة خدمات الارشاد الريفي والتعاون بين أصحاب المصلحة المتعددين

جرت العادة أن يتم تقديم الخدمات الإرشادية في الدول العربية في من قبل القطاع العام. ومع ذلك، فقد أدى انخفاض القوى العاملة في الإرشاد العام والتمويل إلى تقليص التواصل والدعم، خاصة بالنسبة لصغار المزارعين. وفي نفس الوقت، يشارك عدد كبير من الجهات الفاعلة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في توفير الخدمات الزراعية، ويمتد ذلك إلى ما هو أبعد من الوكالات العامة ليشمل القطاع الخاص ومنظمات المنتجين والمجتمع المدني. يشير هذا التنوع إلى فرص واعدة للشراكات بين القطاعين العام والخاص لتحسين توفير خدمات الإرشاد الريفي. ويعد التنسيق الفعال بين هذه الجهات الفاعلة المختلفة أمرا حاسما للاستفادة من أوجه التكامل وتعزيز التواصل، مع ضمان المستوى المناسب من المساءلة أيضا. وهناك حاجة أيضًا إلى سياسات أكثر تماسكًا وشمولًا بشأن خدمات الإرشاد والتنمية الريفية بشكل عام لتجنب تجزئة السياسات وتشجيع الاستثمارات والتدخلات الأكثر إستدامة في خدمات الارشاد الريفي. إن خلق بيئة تمكينية للتعاون وضمان التوافق مع أهداف التنمية الريفية الأوسع سوف يساهم في الفعالية الشاملة لخدمات الإرشاد في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.

الابتكار وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتقنيات الرقمية

يلعب الابتكار والتكنولوجيا والبيانات دورا محوريا في تسريع مساهمة خدمات الإرشاد الريفي في التحول الريفي. تواكب أنظمة خدمات الإرشاد الريفي المعاصرة أحدث التطورات في الزراعة ، مستفيدة من التعاون الوثيق مع المؤسسات البحثية والجهات الفاعلة الأخرى في نظام الابتكار الزراعي. تتيح التطورات في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتقنيات الرقمية فرصا هائلة لتبادل المعرفة والمعلومات. بالإضافة الي ذلك، فإن التطبيقات الرقمية في الزراعة، مثل صور الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار، وبرامج الهندسة الزراعية لإدارة المزارع، وإدارة الآفات، وتحليل تشبع المياه، ومراقبة أداء المحاصيل، ومراقبة الطقس لتأمين المحاصيل، هي مكونات أساسية لخدمات الإرشاد الريفي الحديثة. ويعزز دمج التكنولوجيات المتطورة كفاءة وفعالية الخدمات الارشادية مما يسهل الوصول إليها على نطاق أوسع وممارسات زراعية أكثر استنارة واستدامة.