حين بدأ السيد Edik Harutyunyan بممارسة الزراعة قبل 20 عامًا، لم يكن يملك سوى قطعة أرض صغيرة وهدفًا كبيرًا. فقد أراد أن يثبت للناس في مجتمعه الريفي في أرمينيا أنه من الممكن كسب المال الكافي من الزراعة لكسب العيش - وهو أمر غير معتاد في بلد يغادره الآلاف كل عام للخارج بحثًا عن عمل موسمي.
واليوم أصبح بستانه عبارة عن 10 هكتارات تزخر بالفواكه الريّانة كالعنب والمشمش والخوخ. ولا يختلف اثنان على نجاح مسعاه، بيد أن تحقيقه لم يخلُ من الصعوبات.
فيقول: "أدركت أن تحديات كثيرة ستعترض سعيي إلى تنمية مزرعتي" مضيفًا أن المخاطر الطبيعية كالبرد والصقيع وقلة الماء كثيرًا ما أفسدت المحصول بأسره. ولكنه ثابر، وبفضل بعض المساعدة، راح يوسّع أعماله بلا هوادة. ومن بين الجهات التي مدت له يد العون خبراء المنظمة الذين قصدوا مزرعته لمساعدته في إيجاد سبل لـ"تحسين الظروف الزراعية" على حد قوله.
فقامت المنظمة بتغطية جزء من كرمته بشباك مضادة للبرد، كما وفر الخبراء نظامًا للري بالتنقيط وساعدوه على تركيبه. وسرعان ما تحول كرمه إلى حيّز نموذجي استطاع المزارعون الآخرون في المنطقة أن يشاهدوا فيه طرقًا جديدة للزراعة ليقوموا من ثم بتطبيقها. وفي العام الماضي، صدّر Edik حوالي 60 ألف طن من الفواكه، بزيادة 15 ألف طن عن الكميات التي صدرها قبل خمسة أعوام.
ومع نمو مزرعته نمت أيضًا القوة العاملة لديه، فيقوم عماله بدورهم باستخدام المعرفة والمواد الزراعية التي يوفرها لهم Edik، في مزارعهم.
ويقول: "لا سعادة أكبر في الدنيا من أن نتمتع بثمار العمل المجتهد الذي تبذله في أرضك الأم." ولكن "أليست نعمة أن تدرك أيضًا أنك ساعدت آخرين على البقاء في أرضهم وعلى صنع الخير لأجلها؟"
وتقوم زوجته وأبناؤه وأحفاده أيضًا بالعناية ببستانه ما يكفل انتقال التجربة إلى جيل جديد.
ويقول Edik: "إن تسخير جميع الموارد المتاحة لنا في زراعة الأرض هو أمر شجاع". وفي نهاية المطاف، "نفعل هذا لأنّنا نعتقد أن الجهود المنزهة عن كل أنانية تضمن لنا المستقبل الذي نريده".
استفاد السيد Edik من مشروع للمنظمة من تمويل الاتحاد الأوروبي من خلال برنامج الجوار الأوروبي للتنمية الزراعية والريفية
