لو أخبر أحدهم السيد Alfred Bolo قبل عشر سنوات بأنه سيحمي الدبابير كجزء من معيشته، لأضحكه هذا الاقتراح.
ومع ذلك، يقوم في هذه الأيام هذا المزارع من مقاطعة كوالي في المنطقة الساحلية الواقعة في أقصى جنوب كينيا بفحص حشراته المفيدة بالقدر نفسه الذي يقوم به تقريبًا بفحص ثمار البابايا.
وهو يدير مزرعة تضم أكثر من 400 شجرة "pawpaw" - الاسم المحلي للبابايا - التي تدرّ مئات الكيلوغرامات من هذا المنتوج كل أسبوع وتحقق دخلًا كبيرًا لإعالة أسرته.
ولكنّ محاصيله لم تكن دائما وفيرة إلى هذا الحد.
ويتذكر قائلًا: "كانت حشرة بق البابايا الدقيقي تشكل عائقًا كبيرًا عندما بدأت بزراعة ثماري. ولقد أثر ذلك على محاصيلي وقضى على أشجاري في نهاية المطاف".
إن البق الدقيقي، كما يوحي اسمها، عبارة عن حشرات صغيرة تنتج شمعًا أبيض اللون رقيق المظهر. وهي تقيم على الأوراق والسيقان بالمئات وأحيانًا بالآلاف. وتمتص حرفيًا النسغ من البابايا ويمكنها أن تنقل أمراضًا نباتية مختلفة.
والسيد Alfred هو واحد من بين العديد من المزارعين الذين شاركوا في مشروع للتنمية الزراعية المستدامة لإدارة حشرة بق البابايا الدقيقي باستخدام أساليب تعتمد على الطبيعة. ويتلقى المزارعون مجموعة من الحشرات الطفيلية - في هذه الحالة، الدبابير من عائلة Acerophagus papayae - لإطلاقها في مزارعهم. وتتغذى الدبابير بعد ذلك على البقّ الدقيقي.
ويقول السيد Alfred الذي تعلّم كيفية التعرف على الدبابير الموجودة في أرضه والحفاظ عليها كجزء من تدريبه: "أستطيع أن أشهد على فعاليتها في مكافحة الآفة".
وسيقوم بنقل معارفه إلى الآخرين على اعتباره مسؤول الإرشاد الزراعي في مقاطعته.
ويقول إن هذا النوع من الطفيليات لم يقلل من عدد البق الدقيقي فحسب، وإنما وفّر له أيضًا الكثير من المال الذي كان سينفقه على مبيدات الحشرات.
ويؤدي بدوره التخلي عن مبيدات الحشرات إلى تشجيع الدبابير والحشرات المفيدة الأخرى على الاستقرار في مزرعته.
وفي دراسة حديثة أجريت في منطقته، قال حوالي 90 في المائة من مزارعي البابايا إنهم ينظرون بشكل إيجابي إلى الدبابير كوسيلة طبيعية لمكافحة آفة البق الدقيقي.
وهي جذابة للمستهلكين أيضًا.
وكما يقول السيد Alfred: "تحظى البابايا التي أزرعها بشعبية كبيرة كوني لم أعد أستخدم مبيدات الحشرات، مما يجعلها أكثر أمانًا للمستهلكين. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الصنف الذي أزرعه حلو المذاق للغاية".
وتغطي عائدات البابايا الخاصة به الآن الرسوم المدرسية لأطفاله.
وهو يقوم، إلى جانب مبيعاته المباشرة، بتزويد المنتجعات المحلية والبائعين في الأسواق، مما يدعم النمو الاقتصادي داخل مجتمعه المحلي.
ويقول: "هذه الدبابير هي الآن جيشي من الجنود، يقاتلون لحماية البابايا الخاصة بي".
مطبوعات ذات صلة
