محور المعرفة عن الرعاة

الخلفية

الرعويون هم مئات الملايين من مربي الماشية مُوزعين في مختلف أنحاء العالم ممن تواجه معيشتهم تحديات ترتبط بالبيئة التي يعيشون فيها والتنقل الذي يميز أسلوب حياتهم. والرعويون هم المنتجون الرئيسيون في الأراضي القاحلة في العالم وفي الجبال والمناطق الباردة. وهم لا يعيشون في مجتمعات حيوية وفريدة من نوعها ثقافيا وحسب بل إنهم مرتبطون بأشخاص آخرين كثر يعتمدون على نشاطاتهم. غالباً ما تهمل الحكومات الإستثمار وتقديم الخدمات العامة لهم ولا تضمن لهم أمن ملكية المراعي. الأمر الذي ينتج عنه حدة في الفقر في الكثير من المناطق الهامشية وانخفاضاً في إنتاجية الأراضي والمواشي وتدهوراً في موارد الأرض والمياه والتنوع الحيوي.

الاقتصاد الرعوي

 المنتجات والخدمات من مصادر عدة في النظام البيئي. وتعتبر المنتجات مثل الحليب واللحوم والألياف والجلود والوظائف والنقل مدخلات هامة في الزراعة والسياحة والمحافظة على البيئة وتلعب دوراً في الثقافة وإدارة المخاطر. ويؤمن رعي الأراضي إذا ما أحسنت إدارته نطاقاً واسعاً من الخدمات البيئية في شكل حبس الكربون وحماية المياه وتعزيز التنوع الحيوي.

تتأتى المنتجات والخدمات الرعوية من مدخلات كفؤة متدنية القيمة ونظام إنتاج متدني المخرجات مستفيداً من مساحات واسعة من السهوب لتحقيق اقتصاد الكثرة. للكثير من هذه المنتجات قيمة متعددة في معيشة الرعويين تستخدم بكفاءة داخل مجتمعاتهم. ومع أنه غالباً لا يوجد متاجرة بها بعد خارج المجتمعات الرعوية إلا أن الخصائص المحددة للمنتجات الرعوية تتيح قيمة اقتصادية مضافة إذا ما أحسن تسويقها.

تتيح البرامج لزيادة الطلب على المنتجات الحيوانية عالية الجودة وزيادة توافر النقل والأسواق فرصاً للرعويين للابتكار وتحسين التجارة والتسويق

تدبير المراعي والبيئة

تتصف الأراضي الرعوية بذروة إنتاجية نباتية متنوعة في المكان والزمان. ولا يمكن في هذه البيئات التنبؤ بالمحاصيل ولا بد من إتباع استراتيجيات تأقلم للإفادة من  الموارد المتاحة بفاعلية. يستطيع الرعويون النجاح في هذه البيئات والتغلب على عدم الوثوقية بالتنقل والاستخدام المشترك للموارد.

تقوم أنظمة الإنتاج الرعوي على امتداد مساحات واسعة جداً لذا لابد من تقليل استهلاك الوقود والعلف والأسمدة لكي يكون الانتاج اقتصادياً و مستداماً. وتقل الآثار البيئية بسبب قلة الاعتماد على الإنتاج الخارجي وتزداد المرونة الاقتصادية  للرعويين. كما أن استخدام السلالات المحلية أساسي للحفاظ على قدرة النظام على التأقلم مع البيئات المتغيرة وتأمين المرونة للرعويين للتعامل مع تقلبات المناخ .

يتضمن تأقلم الإنتاج الرعوي مع البيئات المحلية محاكاة وظيفة النظام البيئي لآكلي الأعشاب البرية. يفسر ذلك لماذا تبين أن الرعي التقليدي أساسي للمحافظة على التنوع الحيوي وخصوبة التربة في الرعي وفي البيئات الزراعية الرعوية. وينظر بشكل متزايد للرعويين اليوم على أنهم الأوصياء على عادات المحافظة على البيئة وحماة جينات سلالات مواشيهم 

المجتمعات الرعوية

تعتمد أنظمة الإنتاج واستراتيجيات التأقلم لدى المجتمعات الرعوية على خصائص ثقافية واجتماعية. وتتراوح بين المعارف البيئية التقليدية وترتيبات الحوكمة على المصادر المشتركة وآليات التعاضد مثل تبادل الحيوانات حسب العلاقات الاجتماعية. والهدف النهائي لهذه الاستراتيجيات هو زيادة مرونة المعيشة الرعوية.

تأثر الرعويون إلى حد بعيد نتيجة التهميش حيث فرضت عليهم المجتمعات المقيمة والتي لا تفهم مقتضيات نظام معيشتهم أشكالاً اجتماعية وحوكمة غريبة عنهم. تضمن ذلك غالباً محاولات إقعادية إو معوقات في وجه ترحالهم أو تقديم خدمات مثل التعليم والأنظمة الصحية. ومن شأن إعاقة الترحل الرعوي التسبب بغياب الأمن الغذائي بسبب ارتفاع إنتاجية انظمة الترحال ومرونتها. وكنتيجة لذلك، لا تثق المجتمعات الرعوية بالحكومات وهو وضع ينتهي بصراعات و عدم استقرار.

تتيح التكنولوجية الجديدة وتمكين المرأة إمكانيات كبيرة لتحسين المجتمعات الرعوية من خلال المزيد من إدماجها في المجتمع الأشمل وتسهيل الابتكار في الاسواق.

كما تقدم التطورات التقنية المرتبطة بالهاتف الجوال والإنترنت خدمات متزايدة للمجتمعات الرحل. وتحسنت الاتصالات بين المجتمعات وبعض أفرادها الذين انتقلوا للعيش في المناطق الحضرية. وتعتمد الكثير من فرص التنويع للرعويين على الإنتاج والأدوار المعطاة تقليدياً للنساء اللواتي لديهن الآن الفرصة لإسماع أصواتهن في عمليات اتخاذ القرارات.