60- رأى الخبراء، كنقطة بداية، أن من المفيد دراسة ما هو المقصود بالاشارة الى "التأثيرات على التجارة" من جانب الاعانات. يمكن، بأسلوب عام، الوصول الى خلاصة مفادها أن للاعانات تأثيرات على التجارة عندما يكون لها تأثيرات على حجم المنتجات السمكية التى تنتقل عبر الحدود الدولية، وعلى الأنواع التى تتداول منتجاتها فى التجارة أو توليفة من هذين العاملين. غير أن الخبراء افترضوا، من الناحية العملية، أن لجنة مصايد الأسماك فى المنظمة كانت مهتمة بالدرجة الأولى بحالة المعارف المتعلقة بمدى تمكن المنتجين فى بلد معين من تحسين أوضاعهم مقابل الصناعات المنافسة فى البلدان الأخرى نتيجة للاعانات سواء من خلال زيادة الصادرات أو احلال الواردات.
61- ولاحظ الخبراء أنه يمكن، بتعبير رجل الشارع، توقع أن تؤثر الاعانات المقدمة للمصايد فى التجارة أساسا حيثما تستطيع أن تخفض التكاليف أو تزيد عائدات المنتجين، ومن ثم تمكينهم من زيادة حصتهم من الصادرات أو فى السوق المحلية أو عرض منتجاتهم بأسعار أقل من وضعهم فى عدم توافر التدخلات الحكومية. وعلى ذلك، رأى الخبراء أن من المفيد، لدى السعى الى تقييم التأثيرات المحتملة لمختلف أنواع الاعانات على التجارة، دراسة المدى الذى استطاعت الاعانات أن تصل اليه فى تعزيز العائدات أو خفض التكاليف.
62- غير أن الخبراء رأوا أن المدى الذى تمارس به تأثيرات التكاليف أو العائدات على التجارة يعتمد بالطبع على الشروط المرتبطة بهذه الاعانات. فعلى سبيل المثال، فان العائدات قد تكون مشروطة بالقبول الطوعى لممارسات الصيد الملائمة من الناحية البيئية، ولا تتعدى تعويض التكاليف المرتبطة بهذه التقنيات. وعلاوة على ذلك، يمكن أن تؤثر مجموعة من العوامل على مدى تأثير خفض التكاليف أو زيادة العائدات فى سلوك الصيادين. فعلى سبيل المثال، فانه حيثما يخضع المنتجون لقيود فعالة وكاملة الاستخدام على المصيد، قد تزيد الاعانات التى تخفض من التكاليف وتزيد العائدات من دخل المنتجين دون أن تؤثر فى حجم الانتاج أو الأسعار المحددة. وأخيرا، والمهم، استذكر الخبراء أنه اذا ما أسفرت الاعانات عن ممارسات صيد غير مستدامة، فانها قد تؤدى فى المدى الطويل الى استنزاف المخزونات، ومن ثم خفض الانتاج والصادرات.
63- ولاحظ الخبراء أن بعض الاعانات قد صمم خصيصا للتأثير فى التجارة. فعلى سبيل المثال، فان المنحة أو الاعفاءات من ضريبة الدخل المشروطة بأداء الصادرات يمكن أن تقلل من التكاليف أو تزيد العائدات بالنسبة لسلع التصدير بصورة أساسية مع التأثير المحتمل فى زيادة مبيعات التصدير و/أو خفض أسعار التصدير. وفى ضوء القرائن العملية المحدودة التى توافرت للخبراء - وخاصة الدراسة المتعلقة بالتعاون الاقتصادى بين بلدان آسيا والمحيط الهادى - لم يتبين انتشار هذه الأنواع من الاعانات فى قطاع مصايد الأسماك. غير أن الخبراء كانوا مدركين تماما لمحدودية المعلومات المتاحة.
64- ومما لا شك فيه أن مدى تأثير الاعانات على التجارة لا يعتمد فقط على طبيعة الاعانات، بل وعلى انتشارها من حيث مدى شيوع هذه الاعانات وحجمها. فعلى سبيل المثال، قد يكون لبعض أنواع الاعانات تأثيرات هامة محتملة ولكنها لا تستخدم على نطاق واسع. وفى نفس الوقت، قد تستخدم بعض الاعانات على نطاق واسع، الا أن قيمتها منخفضة بالمقارنة بالقيمة الشاملة للمصيد المعنى. وقد تكون التأثيرات المحتملة لأنواع الاعانات المختلفة وانتشارها وقيمتها النسبية من الاعتبارات المفيدة لدى دراسة هذه الأنواع التى قد تحتاج الى مزيد من التحليل.
65- لأغراض هذا القسم، فان الاعانات قد:
66- وعلى الرغم من أن الفئات الواردة أعلاه لا تتوافق على نحو دقيق مع التقديرات الكمية المتاحة للاعانات، فان من الممكن، رغم ذلك، تحديد الفئات الأكثر أهمية. وتقدر دراسة منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية الأخيرة (2000) أن 77 فى المائة من التحويلات (مع ملاحظة أن منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية لا تشمل دعم أسعار السوق، والتنازل على الضرائب، ودعم صناعة البناء، والمصروفات الاقليمية الداخلية الخاصة بالحكم المحلى) قد أنفق على الخدمات العامة مثل بحوث المصايد، والانفاذ والادارة والتعزيز والبنية الأساسية. وتعتبر الاعانات للبنية الأساسية والادارة من أهم الفئات فى اقصاديات التعاون الاقتصادى بين بلدان آسيا والمحيط الهادى (عام 2000). وتعادل نسبة اعانات البنية الأساسية والادارة تقريبا الاعانات غير المدرجة فى الميزانية فى الدراسة التى أعدها Milazzo (1998). وبايجاز، يبدو أن الفئة رقم 5 هى المسؤولة عن زيادة حصة الاعانات.
67- ويمكن، من خلال هذه الفئات، استخلاص بعض الاستنتاجات المتعلقة بالقدرة الحالية للتحليل والخروج بنتائج النوعية عن تأثيرات الاعانات على التجارة. وتعتبر نماذج ادارة مصايد الأسماك، وسياساتها متطورة بصورة تكفى لتوفير أساس متين لما يلى:
68- وعلى الرغم من وجود أدوات التحليل الملائمة، فان المعارف الحالية عن حجم تأثيرات الاعانات على تجارة الأسماك محدودة تماما. فلم تكن هناك تطبيقات محدودة لأدوات التحليل الملائمة على البيانات المتوافرة فحسب، بل هناك قصور خطير أيضا فى البيانات النوعية والكمية من الاعانات.
69- فيما يلى الاستنتاجات:
70- أوصت المشاورة بما يلى:
71- يبين الجدول رقم 3 التالى تقييما لأولويات البحوث التالية. ومن الواضح أن الأولوية فى الدراسة هى لتلك الأنواع من الاعانات التى تؤدى الى خفض التكاليف أو زيادة العائدات، ومن ثم تنطوى على احتمالات التأثير فى الانتاج وحجمه وأسعاره والتأثيرات الناجمة عن ذلك على التجارة. وفى بعض الحالات، ستقع بعض البرامج فى فئات من الاعانات التى تقلل من التكاليف أو تزيد من العائدات مثل الاعفاءات من ضريبة الوقود أو توفير خدمات طعم الأسماك، الا أن الدراسات لا تشير الى أن هذه الاعانات تنطوى على أهمية كمية. كما أن من المحتمل، بنفس القدر، أن تؤدى بعض البرامج الى خفض تكاليف الاستثمار مثل المنح أو القروض التى تقدم لشراء السفن والمعدات.
72- وتشير الدراسات الى أن نسبة كبيرة من الموارد الحكومية تذهب الى توفير خدمات الادارة والبنية الأساسية. ويمكن أن يكون لتوفير هذه الخدمات بأقل من تكلفة الفرصة تأثيرات كبيرة على التجارة ومن ثم تستحق الاخضاع لمزيد من الدراسة. وعلى الرغم من أن مصروفات كبيرة توجه الى خفض جهد الصيد، فان القليل هو الذى يعرف عن التأثيرات الفعلية على جهد الصيد والتجارة.
| الفئة | الأولوية |
| خفض تكاليف الاستثمار | متوسطة |
| خفض الأسعار النسبية للمدخلات | عاليـــة |
| زيادة أسعار المخرجات | متوسطة |
| تدابير لخفض جهد الصيد | عاليـــة |
| اجراءات الادارة والتنظيم | عاليـــة |
73- وفيما يتعلق بالمنهجيات:
74- وكانت الخلاصة كما يلى:
75- أوصى بما يلى:
76- ووفق على التقرير يوم 1/12/2000.