الاهتمامات المالية: الحلول الممكنة والجزئية

89 - كثير من حلول الاهتمامات المالية التي طرحتها مشاورة الخبراء يرتبط بمفهوم الشفافية في مقارنة التكاليف والمنافع، والمساءلة عنها.

90 - والأفكار مثل تنسيق بحوث تخفيض الطاقة من أجل الاقتصاد في التكاليف، ووضع مجالات أولويات للبحوث التالية في موضوع الطاقة، والنظر في مختلف أساليب تخفيض الطاقة، وتقييم تكاليف عدم تنفيذ البرنامج، كلها أفكار ترتبط مع مفهوم تقديم أفضل مشورة للسياسات لتكون أساساً يمكن بفضله اتخاذ قرارات تخفيض الطاقة.

92 - وهذا أمر ضروري عند التنافس على الأموال أو عند محاولة الحصول على تمويل لتنفيذ البرنامج من الجهات المتبرعة. ولكن حتى أفضل تحليل متوازن للتكاليف والمنافع قد لا يستطيع أن يتغلب على القضايا التاريخية أو السوابق الماضية وعلى تأثيرها في إمكان تنفيذ مختلف الخيارات المتاحة لتخفيض الطاقة في بلد ما.

93 - كما أن من المهم معرفة تكاليف عدم تنفيذ برنامج جديد، وخصوصاً لأن تكاليف برامج الإدارة الموجودة قد تستمر في التصاعد مع الزمن ومع استمرار الطاقة المفرطة. يُضاف إلى ذلك أن تخفيض الطاقة يعني في كثير من الحالات تخفيض عدد المشتركين في المصايد، ولهذا يكون من الضروري ضمان تعويضهم عن فقدان الدخل، وهذا جزء من الحقائق التي تجعل تنفيذ البرنامج أمراً ممكناً.

الجدول 7: الوسائل الممكنة لمعالجة الاهتمامات المالية عند تصميم برنامج تخفيض الطاقة

المعلومات	بحوث منسقة عن تخفيض الطاقة	ترتيب الأولويات التي تتنافس على الأموال	تقييم تكاليف عدم تنفيذ أي برنامج (تحليل المعلومات)	تحليل التكاليف والمنافع	النظر في مختلف إمكانيات تخفيض الطاقة (بما في ذلك الإمكانيات التكنولوجية)
تكاليف إدارة برنامج تخفيض الطاقة (بما في ذلك التنفيذ والرصد والإشراف. إلخ)	ضمان التمويل من الجهات المتبرعة وباقي أصحاب المصلحة	وضع سيناريوهات عن نُظم حقوق الملكية	اعتماد مبدأ "من يستعمل يدفع"	وضع برنامج مع الصناعة لتقليل التكاليف وربطه بمختلف النتائج التوزيعية	إنشاء شراكات للتمويل وربطها بالنتائج التوزيعية
التنافس على الأموال	تقييم تكاليف عدم تنفيذ برنامج،وجمع المعلومات	تحليل التكاليف والمنافع في البرنامج كجزء من تسويقه	المساعي وعمليات التسويق والحصول على الأموال
عوائق إعادة شراء التراخيص	قد تكون برامج التعويض عن فقد الدخل ضرورية حتى يمكن اعتماد برنامج تخفيض الطاقة	أساليب حساب التكاليف والمنافع
النتائج التوزيعية	توزيع التكاليف المالية بين المستفيدين من القطاع والمجتمع

الاهتمامات والقضايا السياسية

94 - عند تناول موضوع الاهتمامات السياسية ركزت مشاورة الخبراء على ست قضايا ترد في الجدول 8، وفيما يلي وصف لها.

• الأفكار وإطار اتخاذ القرار - تعتبر العمليات التشاركية، من المستوى المحلي إلى المستوى المتعدد البلدان، ضرورية لإيجاد حلول دائمة في الأجل الطويل، ولكنها ستكون أصعب في وضعها وفي تنفيذها في الأجل القريب. ولكن مع تزايد عولمة الأسواق في هذه الأيام قد تكون مصايد الأسماك مدخلاً لأنشطة دولية إضافية. وأثناء السعي إلى إقامة علاقات عمل مع واضعي السياسات ورجال السياسة قد يكون من الضروري أيضاً التعامل مع جداول أعمال مختلف الأحزاب ومختلف مجالات النفوذ.
• تعريف إطار اتخاذ القرارات وعملية اتخاذها - بسبب العناصر السياسية في وضع البرنامج وتطبيقه قد يكون من الضروري معرفة ما هي الكيانات الإدارية التي لها السلطة لإدارة البرنامج وما هي الكيانات التي يجب أن تدير البرنامج. وعلى ذلك فمن المهم الوعي بتوازن القوى بين مختلف رجال السياسة وواضعي السياسات والوكالات الإدارية وموظفيها.
• الأهداف السياسية لدى الممثلين النيابيين، والولايات المقررة لهم - قد تكون التحديات التي يجب مواجهتها للتغلب على مشكلات إقامة برنامج تخفيض الطاقة تحديات صعبة، وقد لا تعتبر من بين الأولويات السياسية أو من بين الأمور المناسبة سياسياً أو المناسبة زمنياً. فالانتخابات وقضايا الأحزاب والإرادة السياسية هي قضايا يمكن أن تعمل في سبيل إيجاد دعم سياسي لبرنامج تخفيض الطاقة ولكنها يمكن أن تؤدي أيضاً إلى تأجيل الدعم السياسي لحين حلول الوقت المناسب.
• مختلف عناصر التكاليف - من المحتمل وجود قلق سياسي من التكاليف المالية والاجتماعية للبرنامج، وخصوصاً في الأجل القصير، ما لم يكن برنامج تخفيض الطاقة يشمل وسائل لمعالجة هذه القضايا.
• المعلومات والفهم - كثير من الاهتمامات السياسية التي قد تكون لها أهمية بالنسبة للبرنامج يرجع إلى عدم فهم التأثيرات والقضايا المتعلقة بالطاقة المفرطة. فعدم كفاية المعرفة لدى المجموعات المختصة، ووجود تصورات وتخوفات من التغير، من شأنها أيضاً أن تخلق مساحات من القلق للسياسيين إذا لم يكن هناك إرشاد كافٍ عن التأثيرات والتغيرات والمنافع التي ستنشأ عن تخفيض الطاقة كجزء من تبرير ضرورة برنامج التخفيض.
• آليات اتخاذ القرارات - تتراوح الاهتمامات السياسية الناشئة عن برنامج تخفيض الطاقة بين أوضاع عادية تماماً - مثل جلسات الاستماع المفتوحة - وأوضاع قد تكون صعبة مثل إجراء البيانات العملية والمشاورات بواسطة الحزب الحاكم.

الجدول 8: الاهتمامات السياسية في برنامج تخفيض الطاقة

الاهتمامات السياسية:الحلول الممكنة والجزئية

95 - تركزت المناقشة في الحلول الممكنة أو الجزئية للاهتمامات السياسية على معرفة كيفية الاستفادة من مختلف الأهداف والعمليات السياسية دون إضافة مشكلات كبيرة لرجال السياسة (الجدول 9).

96 - وأساس اتخاذ القرارات هو تعريف الأدوار والمسؤوليات، وخصوصاً المسؤوليات عن تصميم برنامج تخفيض الطاقة وعن تنفيذه. وقد يتطلب ذلك إقامة سلطات إقليمية أو دون الإقليمية في إدارة مصايد الأسماك أو وضع إطار يسمح للصناعة بتنظيم نفسها، إما جزئياً أو كلياً.

97 - وبالمثل فإن هناك جزءاً رئيسياً هو تعريف عملية اتخاذ القرارات أي التعرف على المستفيدين من برامج تخفيض الطاقة - مثل المجتمع المدني والصيادين وغيرهم من المنتفعين من البيئة البحرية – وإشراك هذه المجموعات في عمليات اتخاذ قرارات بتخفيض الطاقة. وهناك حل آخر ممكن قد يكون جزءاً من آليات اتخاذ القرارات هو تقديم الدعم المالي والدعم بأي موارد أخرى أثناء فترة الانتقال لمن سيتأثرون بصورة مباشرة من البرنامج. كما أن من المهم أيضاً في تصميم البرنامج وضع حلول لمعالجة ما قد يحدث من فقدان فرص العمل.

98 - فإذا كانت الصناعة وغيرها من الدوائر تدعم برنامج تخفيض الطاقة يمكن أن يساعد ذلك على التغلب على نواحي القلق التي قد تكون لدى السياسيين من حيث بلوغ أهدافهم السياسية وولاياتهم السياسية. وفي بعض الحالات قد يكون من الأقوى ومن الأنجح ضمان تأييد الصناعة وإعلامها بدلاً من العمل على الجانب السياسي. ولكن في أحيان أخرى قد يكون القطاع السياسي والزاوية السياسية أقوى وأقدر على التغلب على مجموعات الضغط.

99 - مختلف تكاليف الطاقة المفرطة – على المجتمع بأكمله وقطاع مصايد الأسماك وعلى الأجيال المقبلة - وكذلك التكاليف المباشرة التي تتحملها صناعة الصيد والمستهلكون وقطاعات أخرى، هذه كلها يجب شرحها بوضوح كجزء من عملية التعرف على المخاوف السياسية ومحاولة تقليلها.

100 - الفهم والمعرفة من جانب السياسيين للجوانب المعقدة في برنامج تخفيض الطاقة يمكن أن يساعداً كثيراً إذا كانت تكاليف عدم تنفيذ أي برنامج والتكاليف التي تظهر في الأجل الطويل عند وجود طاقة مفرطة واضحين تماماً ومشروحين شرحاً وافياً. وعملية المشاركة في المعرفة بهذا الشكل يجب أن تتضمن شرحاً لمختلف الزوايا والعناصر في برنامج تخفيض طاقة الصيد بما في ذلك المعلومات عن من يسمون "الرابحين" و"الخاسرين" وماذا سيحدث لهم.

الجدول 9: الوسائل الممكنة لمعالجة الاهتمامات السياسية عند تصميم برنامج تخفيض الطاقة

إطار اتخاذ القرارات	تعريف إطار وضع القرارات وعملياته	الأهداف والولايات السياسية لدى الممثلين النيابيين	التعرف على مختلف فئات التكاليف	المعلومات والفهم	آليات وضع القرارات
مجالس إدارة مصايد الأسماك	التعرف على المستفيدين	ضم الصناعة إلى صف البرنامج (انظر المعلومات والفهم)	مجموعات الصناعة	عرض المشكلة في الأجل الطويل	تقديم الموارد للفترة الانتقالية
تحديد مسؤوليات أصحاب المصلحة	إشراك المستفيدين في عملية اتخاذ القرارات	تقديم حلول ممكنة لمعالجة البطالة	المستهلكون	تقوية فهم التكاليف الاجتماعية والاقتصادية عند عدم تنفيذ برنامج تخفيض الطاقة	استخدام آليات السوق ونفوذ المستهلكين
شفافية توزيع حقوق الصيد		ربط برنامج تخفيض الطاقة مع برامج أخرى	قطاعات أخرى	تنفيذ برنامج تثقيفي لإطلاع السياسيين على الموضوع بأكمله
إطار الإدارة الذاتية في الصناعة		فتح مسارات لجميع الأطراف لترويج وجهة نظرها	مجموعات أخرى	إشراك السياسيين من خلال الحوار
الآليات الرسمية وغير الرسمية لاتخاذ القرارات (التعرف عليها)		ضم السياسيين إلى جانب البرنامج		تثقيف واضعي القرارات بشأن التكاليف والمنافع
المجالس الإقليمية لإدارة مصايد الأسماك		تكوين تحالفات مع مجموعات أوسع خارج قطاع مصايد الأسماك		إقناع السياسيين وواضعي السياسات بمنافع وتأثيرات البرنامج
عملية قائمة على مبادئ التكامل بين الاختصاصات (أقل نفقة)		بناء توافق الآراء، استهداف صانعي الرأي العام		إعلام وتثقيف من خلال حملات اتصالات منظمة

الاهتمامات والقضايا في مجال الإدارة

101 - تُعتبر اهتمامات الإدارة التي عددتها مشاورة الخبراء انعكاساً من نواحي كثيرة للتغيرات الهائلة التي تحدث في إدارة مصايد الأسماك. والواقع أن التغير لا يتناول المعلومات والتحاليل المطلوبة والتي أصبحت تجاوز كثير ما كان يكفي من قبل لإدارة مصايد الأسماك، بل إن التغير أصبح يشمل المؤسسات والسياسات وقضايا الإدارة أيضاً.

102 - ويبين الجدول 10 عدداً قليلاً فحسب من القضايا المتصلة بالإدارة التي أمكن التعرف عليها باعتبارها قد تكون حواجز أمام إدخال برنامج لتخفيض الطاقة وتنفيذه، ومن هذه القضايا:

• الاحتياجات إلى المعلومات والتحاليل - تتزايد ضرورة المعلومات والتحاليل التي تدعم إدارة مصايد الأسماك، وهذا صحيح بوجه خاص لأن الحوافز وراء سلوك المشتركين هي حوافز غير حدسية على عكس ما يحدث في الزراعة أو قطاعات أخرى.
• عوائق من المؤسسات - تمر إدارة مصايد الأسماك بتغيرات ضخمة في الأدوار التي يؤديها مختلف أصحاب المصالح. ودور الصناعة في عملية الإدارة آخذ في التغير لأن مديري مصايد الأسماك وغيرهم يحاولون تعريف من بيده سلطة الإدارة وما هي القرارات التي يستطيع أن يتخذها. بل إن تزايد عدد الوكالات التي يختص كل منها باختصاص معين في البيئة البحرية واستخداماتها من شأنه أن يوجد حواجز أمام إدخال برنامج تخفيض الطاقة وتنفيذه.
• عوائق قانونية - سبق القول بأن العوائق القانونية قد تسمح باستخدام بعض استراتيجيات تخفيض الطاقة أو تمنع استخدامها، وبالتالي فإنها يمكن أن تصبح عوائق أمام خيارات الإدارة.
• مستوى المعرفة لدى المديرين وواضعي السياسات - كما يحدث في أي تخصص، يؤدي التغير إلى ظهور تحديات جديدة ويتطلب تحسيناً مستمراً. وبذلك فإن عدم توافر المعلومات لدى المديرين وواضعي السياسات يمكن أن يكون تحدياً كبيراً أمام إدخال مناهج جديدة نسبياً لمعالجة مسألة الطاقة المفرطة، وبالمثل قد لا يكون المديرون واعين بحقائق السوق وبالحوافز التي يواجهها الصيادون يوماً بعد يوم.
• الامتثال - هناك ضعف في عملية الإنفاذ وفي قدرات الإنفاذ مما قد يقيم حواجز كبيرة أمام البرنامج، خصوصاً إذا كان البرنامج يعتمد على تدابير من نوع الحفز على التوقف ولا ينجح في تحفيز المشاركين. ولما كانت فكرة استرداد تكاليف الإدارة هي فكرة حديثة نسبياً ولا تنطبق على كثير من مصايد الأسماك فإن ذلك يتطلب من مديري مصايد الأسماك التوفيق بين قوى الإنفاذ والحقائق المالية القائمة.
• الإحجام عن إشراك أصحاب المصلحة - لا يزال كثير من سلطات الإدارة يحاول أن يجد مستوى مفيداً من إشراك الجمهور في عملية إدارة مصايد الأسماك. وليس هناك حل واضح لمشكلة اشتراك المستفيدين وأدوارهم ومسؤولياتهم.
• التحيز الراسخ في الإدارة - هناك أنواع من التحيز البشري والآلي التي يمكن أن تظهر والتي تكون بمثابة حواجز أمام إدارة مصايد الأسماك. فالتكوين الشخصي، والتحيز لدى الأفراد، ومختلف المصالح، وعدم فهم خيارات الإدارة فهماً صحيحاً، هذه كلها يمكن أن تقلل من استخدام المناهج المبتكرة في الإدارة لمعالجة الطاقة المفرطة. يُضاف إلى ذلك أن عدم وجود مديرين ملمين بالعلوم الاجتماعية وبمهارات إدارة الأفراد ربما يكون قيداً كبيراً أمام قدرة سلطات الإدارة على إدارة شؤون الصيادين أي التعامل مع الناس الذين يؤدون عمليات الصيد. وبالمثل هناك اعتقاد بأن القواعد أو اللوائح التي لا تراعي الجوانب الإنسانية تستطيع أن تقلل من قدرة برنامج تخفيض الطاقة. وحتى المفهوم القائل بأن إدارة مصايد الأسماك هي إدارة المشتغلين في هذا القطاع وليست إدارة الأسماك نفسها، لا يزال مفهوماً جديداً وليس بالضرورة مقبولاً لدى المديرين في كل أنحاء العالم وبالتالي قد يكون حاجزاً أمام التعامل مع القضايا الإنسانية في برنامج تخفيض الطاقة المفرطة.
• الآثار التوزيعية - الآثار التوزيعية الفعلية والمتصورة في برنامج تخفيض الطاقة يمكن أن تقيم حواجز ضخمة أمام إدخال البرنامج وتنفيذه.
• تعدد أهداف الإدارة - أهداف الإدارة المتعددة، والمتضاربة دائماً، تظهر في تشريع مصايد الأسماك وفي الأهداف التي يسعى إليها مديرو المصايد. وتزيد صعوبة هذا النوع من الحواجز أمام إدخال البرنامج وتنفيذه لأن الحاجة تدعو إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن الصيادين وأنشطتهم، وضرورة وجود رغبة في اتخاذ هذه القرارات وإرادة لاتخاذها.

الجدول 10: اهتمامات الإدارة في برنامج تخفيض الطاقة

اهتمامات الإدارة: الحلول الممكنة والجزئية

103 - إلى جانب المناقشات عن مختلف أنواع الحفزعلى التوقف والحفز على المواءمة في الإدارة وهي الأساليب التي يمكن استخدامها لمعالجة مشكلة الطاقة المفرطة، عددت مشاورة الخبراء مجموعة من الحلول الممكنة (الجدول 11) للمساعدة على حل عدد من اهتمامات الإدارة التي جاءت في الجدول 10.

104 - فلمواجهة الاحتياجات إلى المعلومات والتحاليل يكون من المهم وجود برامج بحوث قائمة على أساس سليم وذات أولويات واضحة تسمح بالمشاركة في المعلومات والبيانات بطريقة حرة وشفافة. يُضاف إلى ذلك أن أهمية استخدام نماذج اجتماعية وبيولوجية واقتصادية أصبحت تتزايد لأن هذه النماذج تعكس التعقد الحقيقي والعناصر البشرية في برنامج تخفيض الطاقة.

105 - ومن ناحية الامتثال فمن المهم تقليل الحوافز التي تشجع الصيادين في الوقت الحاضر على الإفراط في الطاقة. يُضاف إلى ذلك أن استخدام آليات موحدة لحل المنازعات واستخدام التكنولوجيات الحالية لإنفاذ القوانين سيساعد على تخفيف اهتمامات الإدارة.

106 - وللتغلب على العوائق القانونية قد يكون من الضروري استصدار تشريعات أو لوائح تشترط على مديري مصايد الأسماك استبعاد الطاقة الزائدة. وقد لا يتطلب ذلك إلا تغييرات أو تحسينات ضئيلة في الإطارات القانونية والتنظيمية، أو ربما يتطلب تدخلات سياسية مهمة.

107 - الحواجز التي قد تنشأ من المؤسسات يصعب التغلب عليها ولكن عند التعرف على الأشخاص المهمين في مؤسسات إدارة مصايد الأسماك في العالم ستظهر شبكات للاشتراك في المعلومات والتقدم نحو التغيير. يُضاف إلى ذلك أنه كلما اعتاد الناس على استخدام أدوات مثل تقنيات حل المنازعات ستزيد إمكانية تطبيقها كجزء من عملية تصحيح الطاقة المفرطة. كما أن ذلك من شأنه أيضاً أن يتغلب على الإحجام عن اللجوء إلى استراتيجيات توافق الآراء، وإلى هيئات الإدارة المشتركة، وإلى إشراك أصحاب المصلحة، باعتبار ذلك كله من أدوات الإدارة العادية.

108 - بناء الوعي والمشاركة في المعارف هما عنصران رئيسيان في التغلب على الاحتياجات المستمرة إلى التعليم والتدريب لدى مديري المصايد وواضعي السياسات. كما أن إدخال مهارات جديدة في الإدارة وفي النواحي الاجتماعية والاقتصادية إلى الوكالات المسؤولة، وإشاعة التجارب العملية بين مديري مصايد الأسماك، يمكن أيضاً أن يساعدا على تحديث معلومات المديرين وواضعي السياسات.

109 - وليس من السهل معالجة الاهتمامات التي تنشأ من الآثار التوزيعية التي تنشأ من أي تنظيم لمصايد الأسماك، ولا معالجة التأثيرات التوزيعية التي تنشأ من برامج تخفيض الطاقة. ولهذا فمن الضروري اتباع سياسة مفتوحة وشفافة لتقييم وشرح الآفاق التي تفتحها سياسة تخفيض الطاقة ومعالجة تأثيراتها. يُضاف إلى ذلك أن من المهم معالجة تأثيرات الفترة الانتقالية وتوفير معونة مالية مؤقتة أو توفير فرص أخرى.

110 - أما مسألة تعدد أهداف الإدارة فهي معقدة أيضاً. ومن المهم العمل بالطرق الممكنة التي تلبي الأهداف المتعددة، ولكن ليس من المعقول توقع حل هذه الخلافات حلاً كاملاً. وعلى ذلك فإن استخدام آليات لحل المنازعات، إلى جانب التعرف على مختلف الأفضليات والأولويات لدى مجموعات المستفيدين، سيسمح لمختلف المجموعات بأن تتبادل التنازلات فيما بينها.

111 - وقد يحتاج حل التحيزات الراسخة في الإدارة إلى بعض الوقت، ولكن كثرة اللجوء إلى مشاركة أصحاب المصلحة في رسم أهداف إدارة مصايد الأسماك، واللجوء إلى الاشتراك في الإدارة أو الإدارة التعاونية والإدارة ذات القاعدة المحلية ستساعد كلها على التغلب على تلك التحيزات. كما أن هذه الأنواع من الاستراتيجيات ستساعد على تحقيق تعدد التخصصات والشمول.

الجدول 11: الوسائل الممكنة لمعالجة اهتمامات الإدارة عند تصميم برنامج تخفيض الطاقة

الاحتياجات إلى المعلومات والتحاليل	الامتثال	عوائق قانونية	حواجز من المؤسسات (تحديد المسؤوليات)	الإحجام عن إشراك أصحاب المصلحة	نقص المعرفة لدى المديرين وواضعي السياسات	الآثار التوزيعية للإدارة	تعدد الأهداف	التحيز الراسخ في الإدارة
								تحيزات فردية	تحيزات آلية
البدء في برنامج أو برامج للبحوث	تقليل الحوافز التي تدفع إلى ظهور الطاقة المفرطة	استصدار لوائح تسمح بالتخلص من الطاقة المفرطة (على أن تكون واضحة تماماً)	استخدام آليات حل المنازعات	تحقيق توافق الآراء، إقامة استراتيجيات بين أصحاب المصلحة وواضعي السياسات	تغيير الوعي بشأن النتائج	نظام حقوق الملكية	العمل على استيعاب الأهداف والغابات المتعارضة، مع ملاحظة أن الكمال أمر صعب	التشجيع على زيادة اشتراك أصحاب المصلحة في تحديد أهداف إدارة مصايد الأسماك	المساعدة على استخدام تدابير إدارة مرنة ومتعددة
تحديد الاحتياجات إلى التحاليل	آليات حل المنازعات	تطوير وتحسين الإطارات القانونية والتنظيمية	التعرف على الأشخاص الرئيسيين في كل مؤسسة	إقامة هيئات مشتركة للإدارة	تثقيف مديري مصايد الأسماك بشأن برنامج تخفيض الطاقة	تقييم تأثيرات توزيع الدخل وسائر التأثيرات الناشئة عن برنامج التخفيض	تطوير واستخدام آليات لحل المنازعات	الإدارة القائمة على أساس محلي	اشتراط أسلوب متعدد التخصصات في الإدارة
أولويات وبرامج مضبوطة للبحوث	نظام الرصد على ظهر السفينة	الاتصال برجال السياسة لاستبعاد أو تقليل العوائق القانونية	توزيع المسؤوليات بصورة واضحة	البدء في مناقشات مع أصحاب المصلحة	تطوير مهارات أخرى مثل مهارات الإدارة والمهارات الاجتماعية والاقتصادية وغير ذلك	شرح مجموعة الخيارات في التوزيع الأولي للحقوق (الحصص، الأقاليم، البلدان)	التعرف على مختلف الأفضليات والأولويات لدى مختلف مجموعات المصالح بشأن الحقوق والأهداف المتنازعة	محاولة زيادة المشاركة في الإدارة
توفير فرص الوصول للمعلومات بطريقة شفافة ومجانية (القاعدة)؛ مدى التوافر					تشجيع المناقشة المفتوحة في موضوع تخفيض الطاقة	الحصول على معونة مالية لتخفيف المعاناة في الفترة الانتقالية	المساعدة على إيجاد جوانب للتنازلات المتقابلة
تطوير واستخدام نماذج اجتماعية وبيولوجية واقتصادية					بدء برامج لتدريب وإعلام المديرين وواضعي السياسات والصيادين بشأن التجارب العملية في برامج تخفيض الطاقة
					تحديد الإطار الزمني لتخفيض الطاقة (وضوح العملية، والحذر من العواقب القانونية)
					إعداد كتيب عن برامج تخفيض الطاقة

خيارات الإدارة

112 - يمكن القول بصفة عامة بأن النُظم والأدوات المتبعة في إدارة مصايد الأسماك تندرج تحت فئتين:

113 وجميع الأدوات في هاتين الفئتين يمكن استخدامها كجزء من برنامج شامل لتخفيض الطاقة. ولكن من المهم معرفة الفوارق بين هذه الأدوات، سواء في الأجل القصير أم في الأجل الطويل، لأنها تخلق حوافز مختلفة لدى الصيادين وتؤدي إلى تغيير سلوكهم. ويبين الجدول 12 عدداً من الآثار الجانبية المقصودة والممكنة في هذين الأسلوبين.

الجدول 12: الآثار الممكن ظهورها عند استخدام أدوات "الحفز على التوقف"

الجدول 13: الآثار الممكن ظهورها عند استخدام أدوات "الحفز على المواءمة"

الاقتصاديات

114 تميل الاعتبارات الاقتصادية في حد ذاتها إلى التركيز على الكفاءة أكثر مما يلزم، ولا تراعي بقية الجوانب. ويتطلب تصميم برنامج لتخفيض طاقة الصيد إحداث توازن بين مختلف الأهداف، وتقديم تنازلات، والوعي بمغزى هذا التكييف بالنسبة للبرنامج بأكمله وبالنسبة لبقية الاقتصاد الوطني.

115 وفي بداية الأمر اتجه الاهتمام إلى مسألة "ما هو المقصود بالاهتمامات الاقتصادية؟". وبعد مناقشة طويلة ركّزت الجماعة على القضايا الاقتصادية أو على التأثيرات المحتملة التي قد يلزم مواجهتها عند تصميم وتنفيذ برنامج لتخفيض الطاقة.وبصفة عامة تشمل هذه الاهتمامات قضايا مثل:

• الكفاءة الاقتصادية،
• تخصيص الموارد والتأثيرات التراكمية لبرامج تخفيض الطاقة،
• التأثيرات التوزيعية،
• استخدام حلول كفؤة اقتصادياً لحل مشكلة الطاقة المفرطة.

الكفاءة الاقتصادية

116 بصفة عامة يكون المقصود بالكفاءة في الاقتصاد هو تخصيص الموارد بطريقة تسمح بتحقيق أقصى منافع صافية في السوق. وقد كان من المهم توسيع مفهوم الكفاءة ليشمل قيماً غير تجارية أي لا تدخل السوق مثل قيمة البيئة السليمة أو مخزون الثدييات البحرية.

117 وإدخال هذه القيم غير التجارية من شأنه تقليل المحصول السمكي عما كان يمكن أن يصل إليه المحصول الأمثل في مصايد تجارية أو ترفيهية أو كليهما معاً. كما أنه يتناول قيماً يمكن زيادتها بتصحيح جوانب الاختلال في السوق، وهي الجوانب التي قد تظهر في المصايد المفتوحة الخاضعة لتنظيم.

118 ويمكن أن تكون برامج تخفيض الطاقة كفؤة اقتصادياً إذا أوجدت حوافز لاستبعاد الطاقة المفرطة بدفع الصيادين إلى السلوك كما لو كانت لهم حقوق الملكية على المورد السمكي الموجود في الموقع. ويرجع ذلك إلى أن حقوق الملكية القوية - التي تكون فيها حقوق الوصول إلى الموارد ظاهرة ومعرَفة تعريفاً واضحاً ويمكن إنفاذها - هي أفضل من حقوق الملكية الضعيفة لأن الأولى توفر للصيادين حوافز سوقية أكثر لصيانة رأس المال والعمل والمخزون السمكي.