في مختلف انحاء العالم

الصفحة السابقةالمحتوياتالصفحة التالية

الحرمان من الغذاء: انتشار الجوع ومدى عمقه وحدته

سعيا إلى الوصول إلى أدق صورة ممكنة عن حالة الجوعى في العالم، جمعتمنظمة الأغذية والزراعة التقديرات الخاصة بانتشار الجوع ومدى عمقه وحدته معا (ص 04-05-06) في خمس فئات للحرمان من الغذاء. وتتراوح هذه الفئات المبينة على الخريطة، بين أقل الفئات حرمانا (الفئة الأولى التي تتسم بانخفاض انتشار نقص الأغذية بين السكان وانخفاض العجز في (الطاقة الغذائية بين من يعانون من نقص الأغذية) إلى أكثر الفئات حرمانا الفئة الخامسة التي تتسم بلى تماع معدلات انتشار نقص الأغذية، وزيادة العجز في الطاقة).

وتواجه البلدان الثلاثة والعشرون المدرجة في هذه الفئة الخامسة أكثر المشكلات إلحاحا وصعوبة في توفير الغذاء لسكانها. فعدم الاستقرار والصراعات الدائرة منذ فترة طويلة، وسوء الإدارة وتقلبات الأحوال الجوية، والفقر المتوطن وفشل الزراعة والضغط السكاني وضعف النظم الايكولوجية تسير كلها يدا بيد مع الجوع الحاد واسع النطاق والمستمر. ويقع 18 بلدا من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، التي تشكل نمو بلدان القارة التي يغطيها هذا التقرير، ضمن هذه الفئة. كما توجد بها افغانستان وينغلاديش وهايتى ومنغوليا وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.

وتوجد على الطرف الآخر البلدان الاثنان والخمسون التي تحتل الفئة الأولى -  وجميع البلدان الصناعية-     و11 بلدا من البلدان التي تمر بمرحلة تحول "أنظر ص 08 للحصول على التفاصيل) و15 بلدا من البلدان النامية عالية الدخل نسبيا. والسلام والرخاء الاقتصادي هما السمتان المميزتان لجميع هذه البلدان.

ويتمثل الهدف الأول الذي حدده مؤتمر القمة العالمي للأغذية في خفض العدد الشامل لمن يعانون من نقص الأغذية في مختلف أنحاء العالم. غير أن بالوسع أيضا تحقيق تحسينات ملموسة من خلال التركيز أولا على التخفيف من عمق الجوع وحدته.

 وفى هذا التصور، فإن البلد الذي يعانى من ارتفاع معدل انتشار نقص الأغذية والعجز في الطاقة الغذائية اليومية بما يتجاوز 300 سعر حراري للفرد، سوف يسعى إلى الحد من عمق الجوع وحدته وإسناد الأولوية القصوى لذلك. وقد لا تتيح هذه الاستراتيجية للبلد لأن يبلغ عن حدوث انخفاض مباشر في عدد ناقصي الأغذية إلا أنها قد تعنى أن ناقصي الأغذية لم يعانوا من نفس مقدار الجوع الذي إبتليوا به سابقا. ولذا فان تعرضهم للمخاطر الصحية المرتبطة بالتغذية سوف يقل، ويصبح البلد على طريق الحد المستدام من انتشار الجوع.

تقدير معدل انتشار الجوع ومدى عمقه وحدته

فيما يلي وصف موجز للطريقة التي تستخدمها منظمة الأغذية والزراعة لتقدير معدل انتشار نقص الأغذية ومدى عمقه وحدته.

حساب الاحتياجات من الطاقة الغذائية

إ ن الكمية التي يحتاجها الناس للأكل يوميا- أي احتياجاتهم اليومية من أغذية الطاقة- تعتمد على الوزن والطول والعمر والجنس ومستوى النشاط.ويقدم الجدول عينات من مستويات النشاط الخفيف والمتوسط والشديد وكمية الطاقة الغذائية اللازمة لهذه النشاطات بحسب الرجال والنساء من مختلف الأوزان. واحتياجات كبار السن من الطاقة منخفضة بعض الشيء في حين تقل احتياجات الأطفال عن ذلك كثيرا. ويحسب مدى انتشار الجوع  وعمقه وحدته باستخدام الاحتياجات الدنيا من الطاقة الغذائية لمختلف فئات العمر والجنس بين السكان وتستند الاحتياجات الدنيا لكل فئة إلى معدل الوزن الأدنى المقبول لفئة الطول المعتادة في البلد ومعدل النشاط الخفيف.

الصفحة السابقةاعلى هذه الصفحةالصفحة التالية