في مختلف انحاء العالم

الصفحة السابقةالمحتوياتالصفحة التالية

اكتشاف من هم الجياع.. ورسم ملامح الفئات المعرضة

لقد ظهرت في خضم المعركة ضد الجوع في العالم أداة جديدة تساعد صانعي القرار في توجيه تدخلاتهم نحو اشد الناس تعرضا لانعدام الأمن الغذائي. فقد أصبحت عملية "رسم ملامح الفئات المعرضة" وسيلة للتعرف على من هم، بين سكان معينين، الذين يعانون من الجوع ولماذا، وبالتالي ماذا يمكن عمله حيال هذا الجوع.

وقد استحدثت هذه الطريقة التحليلية كجزء من مبادرة نظام المعلومات عن انعدام الأمن الغذائي والتعرض لنقص الأغذية ورسم الخرائط ذات الصلة. ويمكن تطبيق هذه الطريقة بمفردها أو بالاقتران مع غيرها من طرق تقدير مستوى التعرض لنقص الأغذية.

وقد تكون النتائج مثيرة للدهشة، وتخلق دوافع قوية نحو العمل، فعلى سبيل المثال، أظهرت عملية رسم الملامح هذه في بينان أن نحو نصف السكان تقريبا يعانون من التعرض لانعدام الأمن الغذائي. وتشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة إلى أن نحو ثلث هؤلاء الناس المعرضين يعانون بالفعل من نقص الأغذية (أنظر ص 10).

وتتطلب عملية تحديد الفئات المعرضة في أحد البلدان إجراء مشاورات واسعة النطاق. ونقطة البداية السليمة هي عقد اجتماع لاستثارة الأفكار تشترك فيه مجموعة واسعة من أصحاب الشأن بما في ذلك ممثلي المؤسسات الأكاديمية وروابط رجال الأعمال، والتعاونيات، ومجموعات المزارعين، والوزارات والأجهزة الحكومية، والسلطات المحلية والمنظمات غير الحكومية والمجموعات القبلية، والروابط النسائية.

وقد عقد هذا الاجتماع في بينان في مايو/أيار 1999 بمشاركة 40 شخصا يمثلون جميع مناطق وقطاعات المجتمع. وحدد المشاركون، الذين اختيروا على أساس معارفهم وخبراتهم بظروف الأمن الغذائي في البلد، ثماني فئات معيشية وثلاث فئات ديموغرافية معرضة لانعدام الأمن الغذائي.

وفى عملية يمكن تكرارها في مختلف أنحاء العالم، أتاحت تصورات المشاركين وخبراتهم المتنوعة لهم تحديد:

وهناك العديد من الطرق التي يمكن بها تصنيف الجياع مثلما توجد أسباب كثيرة لجوعهم. وثمة وسيلة مفيدة للغاية للتصنيف هي التصنيف بحسب المصدر الرئيسي للمعيشة حيث أن من السهل لهذه الوسيلة تطبيق وتجميع العوامل المتعددة الكامنة وراء انعدام الأمن الغذائي. ويمكن أن تكون الأسس الأخرى للتصنيف فعالة أيضا بشرط أن هذه شاملة ويمكن تطبيقها في مختلف أنحاء البلد دون حدوث عد مزدوج.

ويمكن بعد ذلك استخدام بيانات التعداد وغيرها من نتائج المسوحات للوصول إلى نسبة الفئات المعرضة من سكان البلد. ويمكن أيضا تقسيم الفئات التي كانت قد حددت بصورة عامة في البداية إلى فئات فرعية في المناطق حتى تكون تدابير الأمن الغذائي مناسبة.

وكما يبين الإطار، لا بد لكل رسم للملامح أن يحتوي على معلومات عن العوامل التي تؤثر في سبل معيشة هؤلاء الذين رسمت ملامحهم ومن ثم أمنهم الغذائي. وتشمل هذه العوامل:

 والصيادون الحرفيون (أى صغار الصيادين) مثال للفئة المعيشية التي تتسم بالتجانس النسبي، والشائعة في مختلف أنحاء العالم، والتي يتزايد تعرضها لانعدام الأمن الغذائي.

ولهذه الأسباب ولتوافر البيانات ذات الصلة، كان الصيادون الحرفيون أول فئة معيشية ترسم ملامحها باستخدام الأسلوب الجديد لنظام المعلومات عن انعدام الأمن الغذائي. ففيما بين أبريل/ نيسان ويونيو/حزيران 2000، أجرى استعراض للظروف التي تساهم في تعرض هذه الفئة لانعدام الأمن الغذائي، ورسمت ملامح التعرض الخاصة بفئة الصيادين الحرفيين في بينان وغواتيمالا وفيتنام.

ولدى رسم هذه الملامح، تحولت المنظمة إلى الأدبيات الثانوية وتشاورت مع الناس الذين لديهم معارف عن  مجتمعات الصيد الحرفية. وفي حالتي غواتيمالا وفيتنام، تعين إجراء مسوحات خفيفة لاستكمال المعلومات المتوافرة.

 

الصفحة السابقةاعلى هذه الصفحةالصفحة التالية