الصفحة السابقةالمحتوياتالصفحة التالية

 

2-5 التقييم الفني والاقتصادي

يعتبر الوصف الشامل للخصائص الفنية، الاقتصادية واستخدام الموارد لنظم الإنتاج الفنية المختلفة أو للأنواع المستزرعة شرطاأساسيا لإجراء التقييم والمقارنة المنطقية لاستدامة الخيارات التنموية المختلفة. كما يعتبر ذلك مصدرا أساسيا للمعلومات التي يتطلبها أي نوع من التخطيط التكاملي والاستراتيجي أو تدخلات السوق.

و يتضمن هذا التقييم الأمور الآتية:

 

2-5-1 الفرز

يجب تجميع المعلومات الأساسية الخاصة بمجموع الخيارات التنموية الممكنة، اعتمادا على الأنشطة او التقنيات الحالية الناجحة وتقييم إمكانيات التقنيات/ التطورات الجديدة، أو التقنيات التي أثبتت نجاحها في أماكن أخرى ويمكن نقلها إلى المنطقة المعنية.

ويجب أن تكون المعايير الأساسية للفرز الأولى هى المزايا المقارنة ؛ أى، هل تتسم المنطقة المعنية بأفضلية واضحة تدعم تبني تطور ما أو بديل فني ما من حيث:

وبينما يتم انتقاء المواقع المناسبة بيئيا لتربية الأحياء المائية بدقة متناهية، فإن المعايير الأخرى لا تحظى في الغالب باهتمام كبير، وتكون النتيجة هي ضياع ميزانية التنمية. ولذلك فمن الضرورى أن تؤخذ كل المعايير المذكورة في عملية التخطيط في الاعتبار، مبكرا قدر الإمكان.

 

2-5-2 المكان ومتطلبات اختيارالموقع

تعتبر متطلبات الأنشطة أو التقنيات المختلفة من حيث المواقع المناسبة أو المثلى (المستوى الدقيق) أو الأماكن (المستوى العام) عوامل رئيسية لتقييم الأفضلية النسبية لهذه المواقع، وقد تشكل أساسا للتدخل التخطيطي الخاص بالمكان. وقد كان الاختيار السيئ للموقع والمكان دائما عاملا جوهريا في فشل تربية الأحياء المائية في بعض المناطق، وسببا في وقوع تأثيرات بيئية حادة في أماكن أخرى. ولذلك يجب أن يتناول أى تقييم فني أو اقتصادي لتربية الأحياء المائية والأنشطة الأخرى في المناطق الساحلية معايير اختيار الموقع. وقد ناقش Huguenin and (1989) Colt و (1992) Barg القضايا المتعلقة باختيار موقع تربية الأحياء المائية بوجه عام.

وتربية الأحياء المائية نشاط شديد التنوع ولتباين في متطلباته من حيث خصائص الموقع. غير أن جودة الماء تعتبر العنصر الأساسي بوجه عام. وتنمو معظم الأنواع بصورة أفضل في المياه العالية الجودة وبعض الأنواع لا يمكنها العيش دون هذه الجودة العالية. وهناك أنواع لها متطلبات محددة من حيث جودة وملوحة المياه. ولذلك يجب أن تؤخذ الأنشطة الجارية أعلى النهر والأتشطة البرية والتلوث في الاعتبار. وفي نفس الوقت، لابد وأن تؤخذ فى الاعتبار تأثيرات تربية الأحياء المائية على الأنشطة أسفل النهر.

وتعتمد الاحتياجات الفعلية للموقع على الأنواع المستزرعة والتقنيات المستخدمة، ويمكن تقسيمها إلى مجموعتين رئيسيتين:

 

أحواض المياه متوسطة الملوحة

تتسم أحواض المياه متوسطة الملوحة بكثرة متطلباتها، ويعتمد نجاحها بشكل حاسم على جودة الموقع Boyd (1985) 1995; Yoo and Boyd, 1994; Hayek and Boyd, 1994; Simpson and Pedini.

ويلزم تجنب المواقع والمناطق الآتية:

وتعتبر المواقع الصخرية أو الرملية غير مناسبة نظرا لصعوبة العمل فيها أو ارتفاع تكلفة تشغيلها. ولكن هناك تقنيات لإنشاء أحواض تربية الأحياء المائية في التربة الرملية (باستخدام مبطنات للحوض، أو تقنيات لتحسين التربة)، قد تكون مجدية اقتصاديا في بعض المناطق وتحت بعض الظروف.

وتنتشر المواقع ذات الأشجار المسنة والكبيرة في الكثير من أراضى المستنقعات الاستوائية خصوصا عندما تصبح هذه المواقع أكثر ارتفاعا بسبب تزايد الرواسب السنوية. وعلى الرغم من أن هذه المواقع يمكن تطويرها ضمن برنامج طويل المدى، إلأ أن نفقات تحويلها إلى أراضي صالحة تماما لتربية الأحياء المائية قد تكون باهظة، كما قد تكون لها أيضا قيمة بديلة هامة فيما يخص التنوع الحيوي.

وتنتشر المساحات الساحلية ذات التربة الكبريتية الحمضية في الكثير من المناطق الاستوائية. وعلى الرغم من عدم ملاءمتها عادة كأحواض للجمبرى، فإن بعض المناطق التي لا تصل الحموضة فيها إلى مستويات عالية يمكن استخدامها كمزارع مياه معتدلة الملوحة بعد تعديل الأس الهيدروجيني (pH) للماء باستخدام الجير و/ أو التدفق والصور الأخرى لمعالجة التربة. وأحسن مثال لتنمية تربية الأحياء المائية في المناطق الكبريتية الحمضية هو مثال منطقة Rangsit بتايلاند. أما المناطق ذات التربة العضوية والحموضة العالية (كما هو الحال في تامبان لاور في كاليمنتان) فهي لا تصلح لتربية الأحياء المائية.

أما النفايات الصناعية من المجمعات الصناعية والفضلات الصادرة من المناطق ذات الكثافات السكانية العالية فإنها تغير البيئة الساحلية بشكل كبير لدرجة تجعلها غير صالحة لتربية الأحياء المائية. ويوجد نوعان من التأئيرات السلبية الناجمة عن النفايات الصناعية والمنزلية منها ما هو مباشر وما هو غير مباشر. ويتمثل التأثير المباشر في سمية النفايات ذاتها؛ في حين يعتبر استنزاف الأكسيجين مثالا للتأثير غير المباشر للنفايات. بالإضافة إلى ذلك، فإنها قد تسبب زيادة ترسيب المادة العضوية في المياه الساحلية مما قد يتسبب في ظهور حيض البحر "المد الأحمر"، والذي يعتبر ضارا للأنواع المستزرعة.

و تفضل المواقع التي تقع بين مستوى المد المتوسط والعالي لإنشاء أحواض الاستزراع المتسع (الموسع). و تتطلب الأحواض الواقعة على ارتفاعات عالية جدا أعمال حفر كبيرة حتى يتسنى الوصول بارتفاعها إلى مستوى يمكن معه تنفيذ إدارة مائية فعالة. وحتى لو يمكن تنفيذ الحفر بسهولة فسيكون التخلص من الأتربة الناتجة أمرا صعبا. ولكن يمكن استخدام هذه التربة الزائدة أحيانا فى بناء حواجز مائية رئيسية وقد تستخدم المضخات لإمدادها بالمياه المطلوبة، ولكن هذا يؤدى إلى ارتفاع تكلفة التشغيل.

و هناك الكئير من المناطق في العالم يتسع فيها مدى المد اليومي والسنوى بشكل كبير، ولهذا يصبح إنشاء أحواض (غالبا للتربية الموسعة للجمبري) في هذه المناطق أمرا غير عملي. وبوجه عام، فإن المناطق التي يصل المدى اليومي أو الشهري للمد فيها إلى 5 أمتار أو أكثر تعد مناطق غير مناسبة. وفي بعض المناطق قد يصل ارتفاع المد المطلق خلال العام إلى 10 أمتار. وفى مثل هذه الظروف لا بد من بناء حواجز كبيرة وهذا يحتاج إلى كميات كبيرة من التربة حتى يمكنها مقاومة الضغط المائي الخارجي أثناء فترات المد العالي، وتمنع في الوقت نفسه الصرف الكامل للماءأثناء فترات المد المنخفض. وأي خطا في إدارة المياه من قبل مزارعي الجمبرى (الروبيان) او الأسماك في هذه الحالة يمكن أن يؤدي إلى كارثة.

أما أفضل مواقع للمزارع المكثفة للجمبري والأسماك الزعنفية، فيجب أن تكون فوق مدى المد مباشرة؛ حتى تسمح بالتصريف الكامل لمياه الأحواض أثناء الحصاد والتكيف. وفي هذه الحالة يكون استعمال المضخات امرا ضروريا.

ويقدم (1993) McPadden مثالا تفصيليا يبين كيف يساعد تقييم الموارد في تحديد المناطق المناسبة لتربية الأحياء المائية في المياه معتدلة الملوحة.

 

التربية في الأقفاص البحرية

تتوفر الكثير من الدراسات حول اختيار المواقع لتربية الأحياء المائية فى الأقفاص (انظر على سبيل المثال، Beveridge, 1996; Huguenin, 1997; Levings et al. 1995) . وأهم الاعتبارات في اختيار الموقع هي:

وقد أعدت ولاية واشنطن دراسة مرجعية تشمل إرشادات حول اختيار مواقع وإدارة تربية أسماك السالمون في الأقفاص (1986 ,Washington State Department of Ecology) . وتتضمن الإرشادات قواعد أساسية عامة حول العمق وسرعة التيار المطلوبة للإقلال من التأثيرات القاعية للنفايات أسفل المزارع (الأقفاص).

 

ترببة الرخويات

قامت وزارة الزراعة، الأسماك والغذاء في كولومبيا البريطانية وضع نظام لتقييم المواقع المقترحة لتربية الرخويات (1992 ,Cross & Kingzett) . ويتفق هذا النظاحم مع الكثير من المعايير التي سبق ذكرها فيما يخص تربية الأحياء المائية في الأقفاص، لكنه أضاف إليها جودة ووفرة الغذاء الطبيعي من العوالق التي تعتبر عنصرا أساسيا لنجاح المشروع، وفي بعض الأحيان يصبح الإمداد المحلي بالزريعة الطبيعية أمرا ضروريا.

 

2-5-3 تقييم السوق

تتزايد أهمية تقييم السوق مع تزايد المنافسة في تربية الأحياء المائية حيث أن غياب الاهتمام بالسوق والتسويق كانت له آثاره الشديدة على تطور تربية الأحياء المائية سواء للقائمة أو الجديدة. ولذلك يجب أن يكون تقييم السوق مكونا رئيسيا فى أية عملية للتخطيط. ولقد تمت معالجة تقييم السوق والتسويق بالقدر الكافي في تقارير أخرى (Chaston, 1989; Bjorndal, 1990 and Shaw, 1990) ، ولذلك لن تجرى مناقشته في التقرير الحالي.

 

2-5-4 التحليل المالي

إن اعداد الملمح المالي (تقديرات التكاليف الرأسمالية، تكاليف التشغيل، العائد) لنشاط معين، أو إعداد ميزانية جزئية لتقنية أو ممارسة إدارية معينة يعتبر أمرا مباشرا (أنظر مثلا 1990 ,Shang) . وإذا لزم الأمر فإنه يمكن إجراء تقييم اقتصادي /مشروعي أ كثر شمولية لأي مكون رئيسي من مكونات الخطة (أنظر مثلا 1982 ,Gittinger) .

ويوجد عدد قليل من الأمثلة التي تم فيها استخدام تحليل مالي بسيط لمقارنة طائفة من خيارات التنمية، التقنيات، أو الأنواع المستزرعة، ومثل هذا التوجه نادرا ما تتضمنه مبادرات التنمية الساحلية لتكاملية فى البلدان النامية. وفي الواقع العملي، يعتبر هذا الأمر بسيطا نسبيا، إذا ما استخدم الشكل أو النمط الموضح في الجدول 2-2، والذى يمكن استخدامه لاستخلاص مؤشرات للأداء المالي كهذه التي يوجزها الإطار 2-4.

 

جدول 2- 2. مثال لنموذج أو ملمح مالي مع مؤشرات استخدام المورد: مزرعة أقفاص لأسماك القاروص في تايلاند

 

إطار رقم 2-4. مؤشرات مالية مختارة لتقييم أو مقارنة مشاريع وتقنيات مختلفة

الربح. الدخل مطروحا منه كافة تكاليف التشغيل بما فيها الفائدة، الاهلاك، الصيانة، العمالة، المدخلات، إلخ. ويمكن حسابها كإجمالي، أو خالص الضريبة.

تكلفة إنتاج الوحدة.إجمالي تكاليف لتشغيل مقسوما على إجمالي الوحدات أو الكمية المنتجة (لاحظ أن ذلك عادة مايتناقص مع الانتاج).

مدة الاسترداد. الفترة الزمنية اللازمة لاسترداد رأس المال المستثمر في المشروع؛ محسوبة على أساس التكاليف الاستثمارية الكلية/ (مجموع الأرباح السنوية + معدل الإهلاك). وفي حين تعتبر عشر سنوات أو أكثر فترة مقبولة للاسترداد بالنسبة لبعض المشروعات الكبيرة، فان معظم المشروعات الصغيرة بما فيها المزارعون، سوف تتردد في الاستثمار إذا ما زالت فترة الاسترداد عن 2-3 سنوات.

هامش الربح.يساوي ( الربح/ على الدخل) *100. وهو مقياس الحساسية تجاه تغيير سعر المنتج او زيادة تكلفته.

الربح/ هكتار/ المحصول أو الربح/ هكتار/سنة.مقياس بسيط لتقدير إنتاجية الأرض، يمكن حسابه لدورة إنتاجية واحدة أو لسنة، أيهما كان أنسب. و يجب توضيح ذلك دائما.

إجمالي التكلفة الاستثمارية/ هكتار. التكلفة الفعلية للهكتار لشراء الأرض والمباني/ إنشاء الأحواض الترابية والإسمنتية، المباني، إلخ. وهي معلومات أساسية للأفراد نوي إمكانيات التمويل المحدودة

الإجمالي الحدي: الدخل الكلى او إيراد المبيعات مطروحا منه التكاليف المتغيرة وتعتبر العمالة الدائمة والإدارة العامة لمزرعة نمطية كتكاليف ثابتة، ولهنا تستبعد من الإجمالي الحدي من قبل معظم الاقتصاديين الزراعيين. إلا انه في الكثير من نماذج المشروعات، تعتبر العمالة بأنواعها كمتغير مستمر وعادة ما تربط بالمخرجات. ومن أجل المقارنة بين المشاريع، وحتى يمكن المقارنة مع عمل آخر، فقد يكون من المناسب استخدام مقياسين: الإجمالي الحدي مستبعدا منه جميع العمالة، والإجمالي الحدي متضمنا كل العمالة (أي شاملا إدارة). وتستبعد من كلا المقياسين جميع التكاليف الإدارية الفوقية.

دخل الإدارة و الاستثمار.هو مقياس آخر يستخدمه الاقتصاديون الزراعيون. ويعطي هذا المقياس مؤشرا للفائض النقدي الناتج لمدير المشروع أو المستثمر. ويتم حسابه كدخل مطروحا منه كافة تكاليف التشغيل، فيما عدا الفائدة و التكاليف الإدارية الفوقية .

العائد للعمالة والإدارة-الدخل الصافي المتاح للإنفاق على العمالة من أي نوع. ويتم حسابه بجمع الربح+ تكاليف العمالة.

العائد على الاستثمار ( تابت). (الربح/ إجمالي رأس المال المستثمر)* 100%. ولا يجب الخلط بين هذا المؤشر ومعدل العائد الداخلي.

 

2-5-5 تقييم المخاطر

تتصف المشاريع الزراعية و مشاريع تربية الأحياء المائية بشدة تأثرها بالعوامل الخارجية سواء الحالة الجويه الأمرض والأسواق العالمية. وتكثر أمثلة المشاريع الفاشلة في تربية الأحياء المائية نتيجة لمشكلة أو أكثر من المشاكل غير المتوقعة. ولذلك يجب أن يتضمن أي ملمح فني- اقتصادي لتربية الأحياء المائية تقييما دقيقا للمخاطر. ولكن ذلك لا يحدث غالبا في التطبيق العملي، خاصة بالنسبة للمشروعات الصغيرة.

ومن الضروري التمييز بين المخاطرة والغموض. فإذا كان من المحتمل وقوع أو عدم وقوع حدث غير مرغوب فيه، فإن هناك مخاطر تتعلق بهذا الحدث. أما إذا كان احتمال وقوع هذا الحدث معروفا، فإنه يمكن حينئذ تقدير المخاطر كميا. وأما إذا كان احتمال وقوع الحدث غير معروف، فإننا في هذه الحالة نتعامل مع "الغموض " الذي لا يمكن تقديره كميا. وعلى سبيل المثال، فإن احتمال تحقيق معامل تحويل غذاء معين في مزرعة مكثفة يمكن تقديره من خلال إجراء مسح للنشاط، ويمكن حينئذ حساب تكاليف التغذية المحتملة. أما بالنسبة للأمراض التى يمكنها التأثير على العائد بشكل كبير، فإق التنبؤ بتأثيرها ليس بالأمر الهين، ولهذا فإنها تتصف بدرجة عالية من الغموض.

ولكن يمكن الإقلال من المخاطر المرتبطة بتربية الأحياء المائية-وليس التخلص منها- من خلال اختيار سليم للموقع، وتصميم وإدارة جيدين. ولكن تظل مخاطر الأمراض أعلى حينما يتواجد الكثير من مشاريع تربية الأحياء المائية في نفس المنطقة.

وهناك الكثير من قياسات ومؤشرات المخاطر والتعرض لهذه المخاطر. وحيثما استخدمت أو ورد ذكر هذه المخاطر، فإنه يلزم مناقشة الطبيعة الفعلية لها.

ويعتبر الوقت اللازم لوصول المنتج إلى الحجم التسويقي أبسط مقاييس المخاطر المالية. فكلما طال الوقت لإنتاج منتج أو زراعة محصول، كلما ازدات متطلبات رأس المال العامل (أنظر أسفله)، وكلما ازدادت كذلك احتمالات فقدان المحصول نتيجة المناخ أو بسبب الأمراض وتعاظمت كذلك المخاطر والغموض المرتبطة بتكاليف المدخلات وقيمة المنتج (سعر السوق).

متطلبات رأس المال العامل /محصول/هكتار: هو مقياس بسيط نسبيا لمدى التعرض للمخاطر. وبإضافته لاحتمالات فشل المحصول أو سوء أدائه، فانه يعطى موشرا عن إمكانية ومستوى الخسارة المحتملة على مستوى الدورة الإنتاجية الواحدة والتي قد تتسبب في مشاكل خطيرة في السيولة النقدية وتعرض جدوى المشروع للخطر.

رأس المال العامل هو الانفاق النقدي الفعلي الازم لتمويل دورة انتاجية - مثال المبالغ اللازمة للغذاء أو السماد, تعيين العمالة الخ, قبل البيع النهائي للمحصول.

ويمكن مقارنة معدلات الإنتاج التعادلي أو المتعادال (الإنتاج المطلوب لتغطية تكاليف التشغيل فقط) مع التوزيع الفعلي لمعدلات الإنتاج في القطاع (محليا أو في مكان آخر) لإعطاء مؤشر للمخاطرة ومستوى للخسارة.

ويشمل تحليل الحساسية تقييم حساسية النموذج المالي للتغير في العوامل والمتغيرات الرئيسية مثل تكاليف العمالة أو المدخلات، أو نسبة الإنتاج. فمثلا يمكن حساب الحساسية لتكاليف العلف كزيادة مئوية في تكاليف الإنتاج لكل زيادة قدرها. 1% في أسعار العلف. وبصورة أخرى، يمكن تقدير نسبة الزيادة في أسعار العلف التي لا تؤدي إلى أرباح، وكذلك تقدير احتمالية مثل هذه الزيادة ويمكن إجراء ذلك لكل من الأسعار/ التكاليف وعناصر الإنتاج، وعرضه في جدول شامل. ويجب مناقشة أو الإشارة إلى نسبة الاحتمال المتعلق بتغير قيمة العنصر، إذا كان ذلك ممكنا.

ويمكن الحكم على المخاطر الخاصة بأسعار السوق اعتمادا على مرونة السعر (إذا كانت هذه المعلومات متاحة) إضافة إلى تحليل الحساسية الذي سبق ذكره. وإذا كان السعر مرنا، فإنه ينخفض سريعا مع زيادة الإنتاج الكلى؛ ومن جهة أخرى، فإن الأسعار غير المرنة تتسمم بالثبات نسبيا بغض النظر عن التغيرات الجوهرية في الإنتاج.

 

2-5-6 استغلال المورد والحصول على السلع والخدمات

استغلال الموارد

التخطيط للتنمية المستدامة هو في مجمله دعم للاستغلال الأمثل (وفى بعض الأحيان للتوزيع الأمثل) للموارد. وفي الحقيقة، فإن كفاءة استغلال وتحويل المورد هي أحد التوجهات القليلة والمعايير البسيطة التي تساعد على تقييم الاستدامة. وتعتبر ملامح صفات المورد من تقنيات أو خيارات مختلفة للتنمية، والتي يمكن مقارنتها بشكل واقعي، امرا مهما.

ويمكن أن تكون مؤشرات الاستغلال المستدام للمورد كالتالي:

وتعتبر كفاءة التحويل الغذائي مثالا تقليديا للمؤشر الأول.

وفي التطبيق العملي، يعتبر ذلك جزءا من الموضوع فقط حيث أنه يتجاهل الكمية المطلفة وكذلك الكفاءة الاقصادية (1998 ,Hambrey) . وعلى الرغم من كفاءة عملية ما فيما يتعلق بتحويل مادة إلى مادة أخرى، فإنه إذا كان مستوى النشاط المطلوب للوفاء بالتوجهات الاجتماعية والاقتصادية عاليا، فإن الكمية المطلقة للنفايات قد تكون هي الأخرى عالية. وعلى عكس ذلك، فإن عملية ما أو تقنية معينة قد تكون أقل فعالية في تحويل المورد، ولكن عائدها يكون مرتفعا لدرجة يصبح معها مستوى النشاط اللازم للوفاء بالتوجهات الاجتماعية والاقتصادية منخفضا للغاية، ويصبح كذلك المستوى المطلق لإنتاج النفايات قليلا. وحتى يتسنى أخذ ذلك في الاعتبار، يمكن استخدام المؤشر الأقتصادي العام التالي بالنسبة لكفاءة استخدام المورد (وبالتالي استدامته):

- استخدام المورد، أو إنتاج المخلفات، لكل وحدة فائدة إقتصادية أو اجتماعية.

وتشمل المؤشرلت الخاصة من هذا النوع طائفة كبيرة من النسب البسيطة والتي قد تشمل كلا من العناصر البيئية والاجتماعية، وعلى سبيل المثال:

وفي حالة تربية الأحياء المائية والزراعة على سبيل المثال، قد يكون من المفيد أن يتم حساب ومقارنة الدخل المستحدث نتيجة استهلاك كيلوجرام واحد من النيتروجين، أو لكل كيلوجرام واحد من النيتروجين المنصرف، أو لكل كيلوجرام واحد من البروتين المستهلك. وسوف تعتمد الأهمية النسبية لهذه الموشرات المختلفة على الظروف المحلية من حيث الإمداد بالنيتروجين، أو التلوث النيتروجينى، أو نقص البروتين.

وهناك أيضا طائفة من المؤشرات الاجتماعية-الاقتصادية الأكثر تخصصا. اذ يمكن تقييم احتمال تزايد الدخل من الأجور من المشروعات المختلفة باستخدام العائد على العمالة (تكاليف العمالة التي تؤدي بربحية مشروع ما إلى الصفر). وإذا كانت الأرض في ندرة فإن هذا المؤشر (العائد على العمالة) يمكن قسمته على الاحتياجات المقابلة للأرض وذلك لإيجاد احتمال لزيادة الكسب لكل وحدة من الأرض.

وكما ذكر سابقا، فإن كافة هذه المؤشرات يمكن استنباطها ببساطة من التحليل المالي القياسي، طالما تضمن التحليل كمية المدخلات والمنتجات وكذلك سعر/ قيمة كافة المدخلات والمنتجات. ويوضح الجدول 2-2 مخططا للتحليل الذي ينتج بعضا من هذه المؤشرات، كما يعرض الجدول 2-3 موجزا للمقارنة بين مجموعة من نماذج المشاريع. ويثير هذا النوع من التحليل عادة الكثير من الأسئلة، كما يقدم إطارا مفيدا لمناقشة قضايا الاستدامة.

وكما هو الحال في مثل هذه التحليلات، يعتمد الكثير منها على الافتراضات التي وضعت أثناء مستويات المتغيرات ومحدداث الإنتاج.

وبالإضافة إلى مؤشرات "الكفاءة" المذكورة فإنه يتعين وصف المسارات الزمنية والفصلية فيما يخص استعمال المورد المرتبط بمشروع معين او تقنية معينة وخاصة هذه التي تتعلق بموسمية استخدام العمالة.

جدول 2-3. مثال مختصر للمؤشرات المالية ومؤشرات استخدام المورد لمجموعة من النماذج لمشروعات ساحلية (1998 ,Hambrey).

 

الافتراضات/ العناصر

- القاروص :30 قفص معلق؛ الإنتاج 30 طن متري؛ لتغنية على أسماك مرتجعة.

- استزراع مكثف للروبيان: 3 هكتار؛ 5 ،7 طن متري/ هكتار/ سنة (5، 1 دورة إنتاجية)؛ أعلاف مصنعة

- سمك اللبن: 4 طن متري/ هكتار/ سنة (دورتان إنتاجيتان). تسميد + تغذية تكميلية.

- الأرز 1: مكثف؛ 6 طن متري/ هكتار/ دورة إنتاجية، 2 دورة إنتاجية في السنة.

- الأرز 2: تقليدى مطور؛3 طن متري/ هكتار/ دورة إنتاجية؛ 2 دورة إنتاجية في السنة.

 

قيمة السلع والخدمات

من المهم كذلك وصف، واذا أمكن حصر وتقييم، جميع السلع والخدمات الناتحة عن نشاط ما، إضافة إلى هذه التي تضاف إلى العامل/ المزارع. وبتعبير آخر، يجب فحص العوامل الخارجية. وهذا سيناقش اكثر في الفقرة 2-7 (التقييم البيئي)، والفقرة 2-8 (تحليل التكلفة والعائد). ويقدم (1997) Gilbert and Janssen مثالا مفيدا لمثل هذا التحليل مطبقا على مدى من الخيارات الإدارية فى المناطق الساحلية (بما فى ذلك تربية الأحياء المائية).

 

2-5-7 الخصائص الإجتماعية-الإقتصادية

كما ذكر سابقا، يمكن استخدام التحليل المالي في بلورة بعض المعاملات والمؤشرات الاجتماعية- الاقتصادية البسيطة والمفيدة، مثل إمكانية التشغيل والأجور، سواء كان ذلك بصورة مطلقة، أو بالنسبة إلى الموارد الطبيعية والبشرية. وبالإضافة إلى ذلك يجب وصف خيارات التنمية من حيث:

 

2-5-8 ملمح الاستدامة

يجب إيجاز التقييم الفني والاقتصادي، كما سبق شرحه، على صورة ملامح عامة "للاستدامة" بالنسبة لخيارات وتقنيات التنمية، حتى يمكن إجراء مقارنات منطقيقة وكذلك تقييم البدائل، ثم اتخاذ قرارات التخطيط والإدارة. وهذه المعلومات أساسية لأي نوع من التقييم البيئي، أو تحليل التكلفة والعائد، أو صناعة القرار التشاركى (أقسام 2-7، 2-2،8-9).

 

2-5-9 تقييم الممارسات التقنية لتربية الأحياء المائية

إن إيجاز الملامح التقنية والاقتصادية والبيئية للأنماط المختلفة من تربية الأحياء المائية في المناطق الساحلية يقع خارج نطاق هذا للتقرير. إلا أن الجانب البيئي له أهميته الخاصة من حيث تكامل تربية الأحياء المائية مع الإدارة الساحلية، وعلى الرغم من مدى ضخامة التباين بالنسبة للأنواع والنظم المستخدمة، فهناك بعض النقاط العامة يمكن إيجادها:

وتقدم للمنشورات التالية، على سبيل المثال، مناقشات تفصيلية حول استخدام المورد والفضلات الناتجة:

 

الصفحة السابقةاعلى هذه الصفحةالصفحة التالية