مكتب المساعدة بشأن أهداف التنمية المستدامة

نظرة عامة > أهداف التنمية المستدامة والإطار الاستراتيجي للمنظمة

لا تكون النظم الزراعية والغذائية مستدامة إلا عندما تحقق الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة – أي النمو الاقتصادي، وحماية البيئة (في الواقع تجديدها) والعدالة الاجتماعية الشاملة. وبالإضافة إلى ذلك، يتطلب الانتقال إلى هذه النظم الزراعية والغذائية المستدامة نهجًا متعدد الأبعاد ومتكاملًا.

وتحدد أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التحديات المترابطة التي يجب علينا التغلب عليها لتحقيق غرضها الجماعي المتمثل في "القضاء على الفقر وضمان الازدهار للجميع". والحلول لهذه التحديات هي أيضًا مترابطة. وعليه، لا يمكن معالجة هذه الأهداف بصورة فردية ولكن يجب النهوض بها والعمل على أساسها في آنٍ واحد.

على سبيل المثال، لن ينجح العالم أبدًا في القضاء التام على الجوع (الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة) من دون الحد من الفقر (الهدف 1 من أهداف التنمية المستدامة) وعدم المساواة ومعالجة الحصول العادل على الموارد (الهدف 10 من أهداف التنمية المستدامة). ولكن بموازاة ذلك، يعتمد ضمان الصحة الجيدة والرفاه (الهدف 3 من أهداف التنمية المستدامة) لسكان العالم على مدّ الجميع بالغذاء الكافي (الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة). وعلى غرار ذلك، من المهم فهم المقايضات بين الأهداف لصون ألا يلحق التقدم نحو أحد أهداف التنمية المستدامة أضرارًا بتقدم هدف آخر. وعلى سبيل المثال، تؤدي زيادة الإنتاج (الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة) إلى آثار على حماية التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية (الهدف 15 من أهداف التنمية المستدامة). ولذلك، فإنّ التدابير السياساتية المصممة بعناية والحلول المبتكرة ضرورية لزيادة التآزر بين هذه الأهداف إلى أقصى حد من أجل إحراز التقدم الجماعي، بموازاة تقليل المقايضات من أجل الانتقال إلى نظم زراعية وغذائية مستدامة.

ودعمًا لذلك، واءمت المنظمة إطارها الاستراتيجي مع أهداف التنمية المستدامة. ويتيح هذا الإطار مخططًا تشغيليًا من أجل الإسراع في تحقيقها من خلال التحول إلى نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولًا ومرونة واستدامة سعيًا إلى تحقيق إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل، وعدم ترك أيّ أحد خلف الركب. ولكل مجال من مجالات التحويل هذه أولوياته الخاصة التي تتعلق بالعديد من مقاصد أهداف التنمية المستدامة المترابطة. ويتيح هذا الأمر إحراز تقدم في التفاعل بين أهداف التنمية المستدامة لتحقيق النتائج الأكثر ملاءمة وبأقصى سرعة.