الصفحة السابقةبيان المحتوياتالصفحة التالية

 

الجزء الثاني

مراحل و خطوات تكوين المجموعات

 

Text Box:

 

 

 

2/ مراحل و خطوات تكوين المجموعات

نجاح و استمرارية المجموعات يعتمد بشكل أساسي عل الكيفية التي تتكون بها هذه المجموعات. و كلما تمت هذه العملية بشكل مدروس و منطقي زاد إحتمال تكوين مجموعات ناجحه. و هناك العديد من المناهج و النظريات التي تتناول هذا الموضوع من عدة زوايا الا أن معظمها يتفق في إتباع الخطوات التالية في تكوين المجموعات:

Text Box:

2/1 الخطوة الأولى: دخول المجتمع:

إن من أكثر المهمات أهمية للممارس التنموي في تكوين المجموعات هي تقبل عامة افراد المجتمع له بما يسهل دخوله إليهم. ولا شك أنه من الافضل ان يكون الممارس التنموي من أبناء المجتمع، إلا أنه من البديهي - في كافة الاحوال- أن يكون ملماً ببعض المعلومات عن المجتمع المراد الدخول إليه. ويحتاج ذلك إلى الكثير من الوقت ولذلك لا بأس من السير بخطوات قصيرة كما هو موضح أدناه :

أ) التحضير قبل الدخول الى المجتمع:

يجب البدء بجمع معلومات عن المجتمع وقادته المحليين والمسئولين الحكوميين ومعرفة أرائهم حول أوضاع المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية... الخ. ويجب أن تشمل المعلومات ما يلي:

المعلومات الأولية عن (الفقراء – عددهم - وضعهم الاقتصادي الحالي رغباتهم وتطلعاتهم ...الخ).

معلومات عن المؤسسات المؤثرة والعاملة في المجتمع (المؤسسات التي لها علاقة بتقديم التسهيلات، ومعرفة ما اذا كانت موجودة في منطقة العمل).

ب) تقديم الممارس التنموي نفسه للمجتمع:

في هذه الخطوة على الممارس التنموي إطْلاع القادة المحليين والأشخاص المؤثرين في المجتمع على أهداف المشروع أو البرنامج و التي قد تتمثل في تحسين الأحوال المعيشة لأبناء المنطقة، تقديم الوسائل والتسهيلات لزيادة دخل الفقراء من السكان، الحصول على الدعم والمساندة، تنمية القدرات و المهارات أو أي أنشطة تنموية أخرى. ومن خلال كسب ود القادة المحليين والأشخاص المؤثرين في المجتمع، يستطيع الممارس التنموي أن يعمل وسط المجتمع بحرية ويسهل عليه عقد الاجتماعات وجمع المعلومات وتذليل كافة الصعوبات التي قد تعترض سبيل عمله.

Text Box: إذا كان الممارس التنموي الذي يقوم بالعمل على تكوين المجموعات من أبناء المجتمع المحلي ويتواجد فيه باستمرار فإن بعض هذه الخطوات قد لاتكون ضرورية ـ مثل التحضير قبل الدخول للمجتمع ، تقديم الممارس التنموي نفسه للمجتمع إلى آخره و يشمل ذلك أيضاً المعلومات التي يكون ملماًَ بها عن مجتمعه ، وعليه فالمطلوب منه فقط التأكد من توفر كل البيانات المطلوبة بشكل منظَّم يمكِّنه من تسهيل عملية تكوين المجموعات.

ج) جمع المعلومات الأساسية:

أحسن وسيلة لجمع المعلومات هي التواجد المستمر للممارس التنموي مع أفراد المجتمع، وذلك بالزيارات المستمرة للناس في مكان العمل وفي المنازل، والتحدث معهم وملاحظة ماذا يفعلون واستخدام الأسئلة غير المباشرة. (استخدام أساليب وأدوات منهجية التعلُّم والعمل بالمشاركة لجمع المعلومات).

د) كسب ثقة الناس:

في البداية قد لا يعبر الناس عن مشاعرهم ووجهات نظرهم الحقيقية، قد يخفون الكثير من الأشياء حول مجتمعهم وأسرهم، كثير من المشاكل يتم اخفائها خاصة تلك المتعلقة باتخاذ القرارات وفي هذا تلعب المهارات الشخصية للممارس التنموي ومعرفته للتقاليد المحلية دوراً هاماً.

Text Box:

هـ) التأكد من صحة المعلومات:

عادةً ما تختلف المعلومات حول نفس الموضوع عند الحصول عليها من مصادر مختلفة، لذلك من الأهمية بمكان إختبار دقة وصدق المعلومات المتحصل عليها للوصول إلى المعلومات الصحيحة.

 

2/2 الخطوة الثانية: تصنيف المجتمع حسب الثروة:

بعد أن يكون الممارس التنموي علاقة وطيدة بأعضاء المجتمع المحلي و ينال ثقتهم تبدأ الخطوة الأكثر تعقيداً وهي الخاصة بتصنيف المجتمع حسب الثروة. حتمية هذه الخطوة تأتي من واقع أن معظم البرامج و المشروعات التنموية تستهدف قطاعات معينة من المجتمع –غالباً الفقراء. و لأهمية التحديد المبكر و الدقيق للفئة المستهدفة يتم تصنيف المجتمع إلى فئات حسب الثروة و من ثم يتم تحديد شكل التدخل المطلوب حسب ظروف كل فئة من هذه الفئات.

وعلى الرغم من وجود عدة أساليب لتصنيف المجتمع حسب الثروة إلا أن أدوات منهجية التعلم والعمل بالمشاركة (PLA/PRA) تعتبر الأنسب خاصة في البرامج والمشروعات التي تتبني منهج التنمية القاعدية.

Text Box:

عادةً ما يتم تقسيم المجتمع حسب الثروة إلى ثلاث مجموعات رئيسية:

المجموعة الثرية:

(كبار المزارعين وملاك الأراضي والتجار و...الخ). وهؤلاء عادة هم ملاك الأرض ويمكنهم الحصول على الموارد والخدمات ويتحكمون في كثير من الأمور.

المجموعة المتوسطة:

هم الذين يملكون موارد تكفي احتياجاتهم الأساسية كالغذاء والسكن والعلاج وما إلى ذلك.

المجموعة الفقيرة:

هم صغار المزارعين، العمال الزراع ي ين، صغار الصيادين، العمال العضليين، الحرفيين، الرعاة والنازحين وغيرهم. وعادة لا تكون لديهم الفرصة للحصول على الخدمات كالمدخلات، القروض، التسويق، التدريب والخدمات الإرشادية، وغيرها من التسهيلات الأخرى. تنقسم المجموعات الفقيرة وبحسب التدرج حسب الثروة إلى المستويات الثلاثة التالية:

الفقراء:

هم من يملكون بعض الموارد القليلة وقد يستطيعون إنتاج ما يكفيهم من غذاء معظم أيام السنة (صغار الموظفين، صغار المزارعين ...الخ).

الفقراء جداً:

هم غالباً من لا يملكون مورداً ثابتاً ويقومون بالعمل عند الغير مثل العّمال العضليين، صغار الصيادين ...الخ.

المُعدمون:

هم المحرومون كالأرامل والمعوقين والعجزة والمسنين (بدون عائل) ويعتمدون على الهبات الخيرية والمساعدات وليس لهم أي مصدر آخر خلاف ذلك مع محدودية قدرتهم على العمل و الإنتاج.

 

Text Box: موضوع الثروة موضوع نسبي وثبت من خلال تجربة البرنامج أنه في بعض المجتمعات يتمّ تصنيف كل أفراد المجتمع بأنهم جميعاً فقراء و على درجة واحدة من الفقر ، هذا الأمر يجعل عملية تحديد الفئة المستهدفة غير دقيقة، ويمكن تجاوز مثل هذا الوضع بأن يتمّ تطبيق أداة التدرج حسب الثروة مرة أخرى لتحديد مستويات الفقر بين أعضاء المجتمع و من ثم تحديد الفئة المستهدفة بناءاً على ذلك.  من جانب آخر تتفاوت المعايير التي يستخدمها المجتمع في تحديد مستويات الفقر من منطقة لأخرى و من مجتمع لآخر حسب مستوى الفقر و الموارد المتوفرة بالمنطقة. ففي منطقة غيل بن يمين بمحافظة حضرموت إستخدم المجتمع المعايير التالية:  معايير الفقراء:  §	يمتلكون أراضي زراعية تروى بمياه الأمطار  §	لديه مصدر دخل شبه ثابت يكفي لطعامه و كسوته و ليس لدبه القدرة على الإدخار و التوفير  §	يمتلك ثروة حيوانيه من 10 – 15 رأس  §	جميع موظفي الدولة يدرجون ضمن هذه الفئة  معايير الفقراء جداً:  §	يمتلكون بعض الأراضي الزراعية تروى بمياه الأمطار الموسمية فقط  §	مصدر دخل غير ثابت مثل العمال العضليين الذين يعملون في فترات متقطعة و يتعاملون بالدين غالباً  §	يمتلكون ثروة حيوانية من 1 – 5 رأس  معايير المعدمين:  §	يعتمدون على الهبات و الصدقات و الإعانات خاصة صندوق الرعاية الإجتماعية  §	العجزة، الأرامل و الأيتام يدرجون ضمن هذه الفئة

من الأفضل البدء في تكوين المجموعات من الفقراء وليس المُعدمين حيث أثبتت التجربة أنه في كثير من الأحيان يكون البدء بالفقراء في تكوين المجموعات هو الأفضل، إذ أنَّهم أكثر حرصاً في تكوين التنظيمات لأن رغبتهم في تحسين معيشتهم تجعلهم قادرين على المخاطرة ببعض جهودهم وممتلكاتهم في العمل الجماعي، بينما المُعدمون هم أكثر اعتماداً على غيرهم لأن ممتلكاتهم محدودة جداً واحتياجاتهم كثيرة، لذلك من الأفضل تأخير التعامل معهم إلى مراحل متأخرة بعض الشيء.

يتم تصنيف المجتمع حسب الثروة بواسطة أفراد المجتمع باستخدام أداة التدرج حسب الثروة وعمل دراسة أولية لكل رب أسرة فقيرة تشمل كل المعلومات الأساسية باستخدام أداتي الخريطة الاجتماعية وتحليل أحوال المعيشة.

 

 

2/3 الخطوة الثالثة: الترويج لتكوين المجموعات:

أولاً: الترويج

Text Box:

هو نشاط دعائي قد يقوم به فرد أو مجموعة من الأفراد وذلك من أجل جذب ولفت الانتباه نحو سلعة، فكرة ، موضوع ...الخ ويختلف الترويج باختلاف الموضوع الذي يتمّ الترويج له. وقد أثبت الواقع المُعاش أنّ للترويج تأثيره القوي والإيجابي على إحداث التغيُّرات المنشودة من سلوكيات واتجاهات . ويمكن توظيف فكرة الترويج في المجتمعات المحلية من خلال تبني أفكار تنموية جديدة وخلق روح العمل التعاوني وتذكيرهم بمزايا العمل الجماعي عن طريق الترويج لتكوين المجموعات الإستثمارية المدرة للدخل لتمكين الفقراء اقتصادياً وبالتالي تحسين مستواهم المعيشي، حيث يلعب الممارس التنموي دوراً هاماً في الترويج لتكوين مجموعات الفقراء المستهدفة من عملية التمكين الإقتصادي.

 

ثأنياً: أهمية الترويج

Text Box:

يعتبر الترويج أحد العناصر الهامة في إحداث التغيير في المجتمعات البشرية، وخير مثال على ذلك ما تقوم به الشركات العالمية في الترويج للسلع والخدمات المختلفة والجهود الكبيرة والمبالغ الطائلة التي تصرف في ذلك.

وبشكل عام تتمثل أهمية الترويج في المجتمعات المحلية في الآتي:

 

ثالثاً: عمليات وأنشطة الترويج

للقيام بعملية الترويج لفكرة أو موضوع أو سلعة ما يتمّ القيام بالعمليات والأنشطة التالية:

ا) التخطيط للترويج:

ويتم ذلك بعد تحديد كافة المعطيات الخاصة بالترويج ويشمل ذلك الأهداف، الفئة مستهدفة، الموضوع الذي يتم الترويج له، الإطار الزمني، والموارد المطلوبة والأنشطة الترويجية المناسبة.

ب) تنفيذ الترويج :

ويتم ذلك من خلال تنفيذ الخطة التي يمكن أن تحتوي على الأنشطة الترويجية التالية :

 

ج) تقييم عملية الترويج:

ويقصد بعملية تقييم الترويج معرفة ما إذا كانت العملية قد حققت النتائج المرجوة منها. وبناءً على ذلك يتم تحديد مدى الحاجة إلى تنفيذ حملة أخرى أو الاكتفاء بما تحقق.

Text Box: من خلال تجربة البرنامج ثبت أن تكوين المجموعات الاستثمارية يأخذ أحد الأنماط التالية :  1)	يتم تكوين المجموعة من أفراد بينهم صلة قرابة  2)	يتمّ تكوين المجموعة من أفراد يمارسون مهنة واحدة.  3)	بعض الأفراد يكونون مجموعات فقط لكي لا تضيع عليهم الفرصة في الحصول على ما سيحصل عليه الأخرين  4)	بعض الأشخاص الذين يمتلكون موارد مثل أرض أو ماكنة ينضم إليهم آخرين لايمتلكون أي موارد فقط يساهمون بمجهودهم بالعمل في المشروع الإستثماري للمجموعة.  5)	إن أكثر الناس استعداداً للدخول في المجموعات هم الذين يمتلكون مصدر دخل ثابت ـ محدود غالباً ـ يمكنّهم من تغطية جزء مقدر من نفاتهم المعيشية الأساسية و دفع جزء من الأقساط الشهرية في حالة تعثر السداد من إيرادات المشروع الإستثماري.

رابعاً: الترويج و تكوين المجموعات :

الكثير من البرامج والمشروعات التنموية تتبنّى فكرة تكوين مجموعات من المجتمع المحلي للقيام بالعمل أو الحصول على الدعم والمساعدات. وفي مثل هذه الأوضاع تكون عملية الترويج لتكوين المجموعات من الأهمية بمكان لمثل هذه النوعية من البرامج والمشروعات. وعلى الرغم من إمكانية تكوين المجموعات تلقائياً بواسطة أفراد المجتمعات المحلية إلاّ أنّ عملية الترويج لذلك تؤدي إلى تسريع العملية علاوةً على تكوين مجموعات متماسكة ونشطة تضمن استمرارية النشاط وتعود بمردود جيد على أعضائها ومجتمعها من بعد.

تأتي خطوة الترويج لتكوين المجموعات بعد أن يتم تحديد الفقراء بواسطة أفراد المجتمع وتتم هذه الخطوة على النحو التالي:

أ) الدعوة إلى اجتماع / لقاء / مقابلة :

يتم تنظيم اجتماع أو أكثر للفقراء بالمجتمع لمناقشة أوضاعهم الراهنة وتوقعاتهم وتوضيح ما يمكن أن يقوم به المشروع / البرنامج التنموي تجاههم ، وليس بالضرورة البدء باجتماع عام يضم الكل بل يمكن أن يتم ذلك من خلال اللقاءات الفردية أو مع المجموعات الفقيرة في الأماكن العامة أو من خلال الزيارات المنزلية، ومن ثم تُختتم هذه اللقاءات التمهيدية باجتماع عام يضمّ كل الفقراء بالمجتمع .

ويُراعى في ذلك أن يتم اختيار المكان والزمان المناسبين للمشاركين في الاجتماع، النساء والرجال معاً أوكلاً على حدة. ومن الأفضل أن يبدأ الممارس التنموي النقاش ثمَّ يشجع المشاركين على التحدث بحرية.

ب) مناقشة الوضع الراهن:

من الأفضل أن يبدأ النقاش عن الوضع الراهن بالمجتمع المحلي، لذلك يتم التركيز في هذه الخطوة على:

ج) مناقشة منهج عمل المجموعات:

لا يُتوقّع أن يتجاوب الناس مع الأفكار أو الموضوعات إذا لم يتعرفوا على كافة أبعادها ، لذلك تركز هذه الخطوة على:

د) مناقشة سمات المجموعة الناجحة:

ما هي خصائص المجموعات التي يمكن أن تحقق النجاح؟

هذا سؤال بديهي قد يكون في أذهان المشاركين بالاجتماع، لذلك لابد من مناقشة ذلك، وأدناه بعض هذه الخصائص والسمات:

بعد مناقشة منهج العمل مع المجموعات يكون عدد من المشاركين في الاجتماع على الأقل قد بدأ التفكير بتكوين مجموعة بناءاً على ما تم توضيحه وبالتالي على الممارس التنموي مساعدتهم وتشجيعهم وتذليل الصعاب أمامهم إنْ وجدت، وذلك عن طريق:

هـ) مناقشة الأهداف والتوقعات:

مساعدة أعضاء المجموعة في التعبير عن أهدافهم وتوقعاتهم بشكل واضح ومحدد. وتحدد مواصفات الهدف الجيد فيما يلي:

محدد (ماذا؟).

قابل للقياس (كم؟).

يُمكن تحقيقه (إلى أي مدي؟).

واقعي (هل يمكن؟).

محدد بزمن (متى؟).

Text Box: مجموعة التعاون ـ جمعية المسيلة ـ وحدة غيل بن يمين   هي إحدى أولى المجموعات الاستثمارية التي شُكِّلت بالجمعية ، وقامت بأخذ قرض لتنفيذ مشروع مخبز . بعد فترة بسيطة من بدء الانتاج توقف العمل بالمخبز ، وكان ذلك بسبب ما يلي :  ـ خلافات شخصية بين أعضاء المجموعة .  ـ عدم الالتزام والتقيُّد باللوائح المنظِّمة للعمل .  ـ تبادل الاتهامات بينهم بعدم الأمانة .  ـ الاتكالية في العمل .  وأدّى ذلك إلى سحب المشروع من المجموعة وتحويله لمجموعة أخرى تمكّنت من إدارته بنجاح إلى الآن .

 

و) مناقشة أسباب فشل المجموعات :

حتى لا يعتقد المشاركون في الاجتماع سهولة وبساطة عملية تكوين المجموعات فإنّ هناك حاجة لتبصيرهم بالأسباب التي قد تؤدي إلى عدم تكوين مجموعات ناجحة، وفيما يلي بعض هذه الأسباب :

و يمكن للممارس التن م وي أن يساعد مثل هذه المجموعات على تحديد هدف واقعي، وذلك بتسجيل قائمة بكل أهدافهم، ثم قراءة كل هدف بصوت عال وترك المجموعة تحدد هل هو واضح ومحدد أم غير محدد؟. الهدف الواضح مثل: أريد أن أشتري كتب مدرسية وملابس لأطفالي للعام الدراسي القادم بعمل مشروع لتوليد الدخل.أما الهدف غير الواضح و المحدد فيكون على نحو : أود تحسين المستوى التعليمي لأبنائي.

ز) تقدير تكاليف وفوائد التعاون بين أفرادالمجموعة:

على الممارس التنموي أن يسأل الأفراد ماذا يكسبون من خلال العمل الجماعي؟ وما هو تقديرهم لتكلفة ذلك؟ مثال: الاجتماع معاً بشكل منتظم يتطلب التفرغ لوقت طويل، مساهمة الأفراد بالعمالة والمدخرات لتمويل أنشطة المجموعة، ثم يسألهم هل التكاليف والجهود التي يبذلونها في سبيل العمل الجماعي تعادل الفوائد التي سيحصلون عليها؟ إذا كانت الإجابة بنعم فهل يوافق كل الأعضاء على الإلتزام بهذه المجهودات والتكاليف؟ إذا لم يتم الإجماع على ذلك فأنه يجب التوقف عند هذه النقطة وصرف النظر عن موضوع تكوين المجموعة.

Text Box:

ح) مناقشة كيفية المتابعة:

حتى هذه اللحظة يكون الممارس التنموي قد حصل على رؤية واضحة وتفصيلية عن مشاكل الأفراد، واحتياجاتهم وأفكارهم للحل بعد توضيح الرؤية لهم ورغبة المجموعات في الاستمرار بتكوين مجموعات، يتم بعدها تحديد موعد معهم لعقد اجتماعات أخرى لاحقة للقيام بعمليات تكوين المجموعات بشكل نهائي.

 

2/4 الخطوة الرابعة : إجراءات تكوين المجموعات:

قبل الدخول إلى تفاصيل إجراءات تكوين المجموعات لا بد من التعرف على المبادئ العامة التي يجب أن تحكم عملية تكوين المجموعات لضمان الوصول إلى مجموعات ناجحة و مستدامة.

بعد أن تصبح لدى الأفراد الراغبين في تكوين مجموعة فكرة جيدة عن ما يودون القيام به وكيفية تنفيذ ذلك، تأتي الخطوة الأخيرة والمتمثلة في إنشاء وتكوين المجموعة. وهناك أربعة مبادئ أساسية في تكوين المجموعات وهي:

أ) أن تكون صغيرة:

تعمل المجموعات الصغيرة بشكل أفضل من المجموعات الكبيرة، ذلك لأن أعضاء المجموعة الصغيرة يتعرفون إلى بعضهم جيداً مما يجعلهم يثقون ببعضهم البعض وبالتالي يميلون للعمل معاً بحد أدنى من الضوابط الرسمية كما يُسهِلْ عملية اجتماعاتهم بصورة مستمرة، بالإضافة الى أن خلافاتهم تكون أقل ويمكن التغلب عليها. يتراوح حجم المجموعة الاستثمارية في معظم الأحيان بين 3 إلى 15 شخص، وكلما كانت المجموعة صغيرة تكون هناك فرصة أفضل للأفراد للمشاركة في النقاش والمساهمة بجهودهم وأفكارهم لتنمية وتطوير المجموعة، وقابلية المجموعات الصغيرة للانقسام عادة ما تكون أقل عنها في المجموعات الكبيرة.

ب) أن تكون متجانسة:

يجب أن يعيش أعضاء المجموعة ظروفاً اقتصادية متشابهة ولهم روابط اجتماعية وثيقة ومتقاربة، التجانس يقلل من النزاعات بين أعضاء المجموعة . الأفراد الذين لهم نفس الأوضاع الاجتماعية لهم قابلية أكثر للوثوق ببعضهم البعض وقبول المسؤولية المشتركة في تنفيذ الأنشطة ، لذلك من الشائع جداً تكوين مجموعات من أفراد ذوي قُربى أو من نفس العائلة.

ج) أن تستند على نشاط مدر للدخل:

الأنشطة المدرة للدخل تمثل عنصراً أساسياً في تطور وتنمية المجموعات، ذلك لأنها تنتج عائداً يساعد في اعتماد المجموعة على ذاتها (مثل مشـــروع: ثــروة حيوانية، مشروع فرن، مشروع نحل، ...الخ).

د) أن تكون طوعيًّة وديمقراطية:

يجب أن يكون الأعضاء هم الذين يقررون من سينضم إلى المجموعة؟ من سيقودهم؟ ما هي القوانين واللوائح التي سيتبعونها؟ وما هي الأنشطة التي سيقومون بتنفيذها؟ والقرارات يجب أن تتخذ بالإجماع أو حسب رأي الأغلبية عند التصويت.

Text Box:

 

ثانياً: المسائل الإجرائية في تكوين المجموعات :

إن تكوين مجموعات متماسكة ومستقرة يتطلب صبراً شديداً، وفي معظم الأحيان فترة زمنية من شهرين إلى ثلاثة أشهر. لذلك لابد من تجنب التكوين السريع للمجموعات وفي نفس الوقت التأخير الشديد في تكوينها، إذ أن التأخير يجعل الأعضاء يفقدون الاهتمام والحماس.

وهناك العديد من المسائل الاجرائية التي يجب اتفاق أعضاء المجموعة بشأنها ومن أهمها ما يلي:

أ) العضوية:

يتم إعداد قائمة بأسماء الراغبين في تكوين المجموعة وتوضيح الالتزامات الآتية:

ب) إختيار إسم للمجموعة:

على أعضاء المجموعة اختيار إس م لمجموعتهم، في بعض الأماكن قد تسمى المجموعة باسم المنطقة/القرية أو قد تكون التسمية مجردة مثل (الوحدة) أو (التضامن) ...وغيرها، إختيار الإسم يعطي نوع من التمايز والمنافسة المحببة بين المجموعات.

ج) وضع أهداف محددة:

يجب مساعدة أعضاء المجموعة في الاتفاق على هدف واضح ومحدد لمجموعتهم، عندما يتفق الأفراد على العمل معاً على تحقيق هدف واقعي مشترك فيما بينهم بالإمكان مساعدتهم في تكوين مجموعة استثمارية (مجموعة عون ذاتي).

د) إنتظام عقد الاجتماعات:

تتم جدولة أيام ومواعيد الاجتماعات بشكل يسهّل على الأعضاء حضورها، الاجتماعات الأسبوعية قد تكون مناسبة خاصة في المراحل الأولى من تكوين المجموعات ويجب التركيز على الحضور المنتظم لهذه الاجتماعات بواسطة كل الأعضاء . إنّ عقد الاجتماعات للمجموعة بشكل دوري ومنتظم هو أهم مكان للنقاش والتعلم واتخاذ القرار، و في هذه الاجتماعات يتم مناقشة:

لذلك فان عقد الاجتماعات بين أعضاء المجموعة بشكل منتظم مهم جداً لدوام واستمرارية المجموعة وحل المشاكل أول اً بأول.

Text Box:

هـ) مناقشة الاتصال الفعّال:

الاتصال بين أعضاء المجموعة أمر في غاية الأهمية ويؤدي إلى نجاح المجموعة للأسباب الآتية:

 Text Box:

 

ثالثاً: مشاكل ومعوقات تكوين المجموعات وسط الفقراء :

عادة ما تواجه عملية تكوين المجموعات مشاكل ومعوقات عديدة ، فالفقراء قد لا يتقبلون الفكرة أو يستجيبون لها لأسباب عدة، ومراكز القوى المحلية كالأثرياء قد يعارضون الفكرة أيضاً. والأسباب التالية توضح المعوقات التي تواجه تكوين المجموعات :

وحتى يتم تجاوز تلك المشاكل يتم دعوة القادة المحليين، القادة الإداريين والشخصيات الإعتبارية بالمنطقة إلى اجتماعات تنويريه يتم فيها تنويرهم بأهداف المشروع وكيفية عمله وبيان أهمية العمل الجماعي والتعاون بين أفراد المجتمع وتوضيح الفوائد المتوقعة من أنشطة المشروع على المنطقة ككل. هذه الفوائد تشمل:

 

2/5 تكوين المجموعات والنوع :

وضع المرأة في المجتمعات النامية فيه الكثير من التعقيدات المرتبطة بالتقاليد والأعراف وما إلى ذلك. ولابد أن يوضع هذا الأمر في الحسبان عند تكوين المجموعات، ومن الضرورة بمكان أن يتماشى إطار تكوين المجموعات مع المفاهيم والعادات السائدة ولايتعارض معهما بأي حال من الأحوال.

في بعض المجتمعات يتم التعامل مع تكوين المجموعات على أساس أُسري وبالتالي يكون رب الأسرة ـ غالباً الرجل ـ هو الذي يمثل الأسرة في تكوين المجموعات. ويلاحظ أن إمكانية تكوين مجموعات مختلطة تزداد في المجتمعات الحضرية وشبه الحضرية بينما يقلّ تماماً في المجتمعات الريفية وخاصةً التقليدية منها.

Text Box:

المجموعات النسوية و المجموعات المختلطة:

أصبحت البرامج والمشروعات التي تعمل في مجال التنمية تعطي اهتماماً كبيراً للنساء وذلك من خلال تخصيص نسبة معينة من التمويل والتدريب لهنّ لغرض رفع قدراتهنّ وتحسين أوضاعهنّ، ومن خلال تكوين المجموعات الاستثمارية النسوية أصبح بإمكانهن الحصول على قدر من الاستقلالية الاقتصادية التي تمكِّن المرأة من الحصول على الكثير من الفوائد التي تحسن من وضعها في المجتمع ككل، ويُغيِّر من النظرة القاصرة التي كانت سائدة قبل عملية الدخول في هذه المجموعات النسوية.

أما أوجه القصور المحتملة في في وجود مجموعات نسوية (تضم نساء فقط) فتتمثل في أنها تحصر النساء في قالب الإطار الواحد، وتعزز من استمرار التقاليد التي تهدف إلى عزلهن عن المشاركة في التنمية المحلية . علاوة على أنّ اقتصار المجموعات على النساء فقط يجعل خياراتهن محدودة وتقتصر على الأنشطة النسوية فقط .

Text Box:

أما في المجموعات المختلطة (نساء ورجال)فانه يساهم في عملية تبادل الأفكار والرؤى بين الجنسين ويشجع على التفاعل بينهما والذي بدوره يكون له الأثر في تغيير الرؤية القاصرة تجاه النساء، كما أنه يفجر الطاقات المعطلة لدى النساء. ولعلّ وجود بعض أنواع الأعمال التي تتطلب مهارات لاتتوفر إلاّ لدى الجنسين معاً يوفر إطاراً جيداًً لتكوين وتبرير وجود هذه المجموعات المختلطة .

أما أوجه القصور المحتملة في المجموعات المختلطة فتتمثل في الآتي :

ولهذه المفاهيم والممارسات المتعلقة بالنوع يجب على الممارس التنموي أن يعطي اعتباراً خاصاً للمرأة في عملية تكوين المجموعات ، فالترويج لمشاركة النساء في المجموعات بوجود الرجال قد يكون صعباً أو مستحيلاً في بعض الأوضاع، ذلك لأن النساء في العادة لا يرغبن في طرح أفكارهن أو معارضة أفكار الرجال في الإجتماع. لذلك فان الأمر يتطلب المرونة في تكوين المجموعات، في بعض الحالات قد يكون الاتجاه العام هو تكوين مجموعات مختلطة من الرجال والنساء، هنا يجب الانتباه جيداً لأن الرجال في العادة يسيطرون على هذه المجموعات ولا يعطون فرصة للنساء لتعلُّم مهارات القيادة. تكوين مجموعة نسوية قد يكون هو الأفضل خاصة وأن النساء يرغبن في الاستقلال بذاتهن والعمل على مناقشة مشاكلهن وحلها بالطريقة التي يرونها مناسبة لهن دون تدخل الرجال.

قد يكون من الضروري إشعار الرجال وإقناعهم بفائدة زيادة مشاركة المرأة في اتخاذ القرار، في الكثير من المشروعات والبرامج التنموية ـ خاصة التي تحتوي مكوّن تمويل أو تطوير مشروعات صغيرة ثبت أن النساء هنّ :

 

الصفحة السابقةأعلى هذه الصفحةالصفحة التالية