في مختلف انحاء العالم

الصفحة السابقةالمحتوياتالصفحة التالية

نقص الاغذية في مختلف انحاء العالم

عمق الجوع وحدته: ما حجم الجوع لدى الجياع؟

يتطلب العمل ذو المعنى والهدف لوضع نهاية للجوع توافر  معلومات لا عن مجرد عدد الجوعى  في العالم، بل وكذلك عمق وحدة ما يشعرون به من جوع.

فمعرفة عدد السعرات الحرارية الناقصة من وجبات من يعانون من نقص الأغذية يساعد على بلورة صورة الحرمان من الغداء في أحد البلدان. فإذا كان ناقص الأغذية يفتقر إلى 400 سعر حراري يوميا، فإن الوضع يكون أقسى مما هو عليه في بلد يبلغ فيه العجز 100 سعر حراري فكلما زاد العجز، تضاعفت فرص التعرض للمخاطر الصحية ذات الصلة بالتغذية فالشخص المريض الواهن البدن لا يستطيع أن يحقق إمكانياته الشخصية. وأمة من الضعفاء والمرضى لا تستطيع أن تحقق أي تقدم. وتتناول "حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم " بانتظام أحدث التقديرات عن عدد الجوعى وانتشار الجوع المزمن (أنظر ص  05-06 ) وفى هذا العام، يقطع التعزيز خطوة أخرى حيث يحسب مقدار العجز الغذائي لدى الجياع. ويشير هذا المقياس إلى مدى نقص  المتحصلات من الطاقة الغذائية لدى ناقصي الأغذية عن احتياجاتهم الدنيا.

ويحسب عمق الجوع وحدته، أي العجز الغذائي، من خلال مقارنة متوسط كمية الطاقة الغذائية التي يحصل عليها ناقصو الأغذية مما  يتناولونه من غذاء مع الكمية الدنيا التي يحتاجونها من الطاقة الغذائية للمحافظة على وزن الجسم وممارسة نشاط خفيف. (أنظر الإطار ص 07 ، للحصول على مزيد من التفاصيل).

وتفتقر النظم الغذائية لمعظم من يعانون من الجوع المزمن والبالغ عددهم 800 مليون نسمة إلى 100- 400 سعر حراري يوميا. ومعظم هؤلاء الناس لا يموتون من الجوع ولكنهم في غالب الأحيان نحال  الجسد ولكن لا يعانون الهزال فوجود الجوع المزمن لا يبدو ظاهرا في جميع الأحوال لأن البدن يعوض عدـم كفاية الوجبات بإبطاء النشاط البدني، وفى حالة  الأطفال، النمو. وعلاوة على زيادة الفرص للأمراض، يعنى الجوع المزمن إن الأطفال قد يعانون من التوتر وعدم التركيز في الدراسة، وقد تلد الأمهات أطفالا ناقصي الوزن، ويعجز البالغون الذين يعانون من نقص الطاقة عن تحقيق إمكانياتهم

ومن حيث الأعداد المطلقة، يوجد في آسيا والمحيط الهادي عدد أكبر ممن يعانون من الجوع المزمن إلا أن من الواضح أن عمق الجوع وحدته هو الأكبر في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، في 46 في المائة من البلدان في هذا الإقليم يعانى ناقصو الأغذية من متوسط عجز غذائي يزيد على 300 سعر حراري للفرد يوميا، وعلى العكس من ذلك، فان في 16 في المائة فقط من بلدان آسيا و المحيط الهادئ، يعانى ناقصو الأغذية من متوسط عجز غذائي بهذا المستوى.

   وعندما يكون متوسط العجز في السعرات الحرارية مرتفعا للغاية، تتسم الوجبات الغذائية للكثير من الناس بالنقص في كل شئ بما في ذلك الأغذية الأساسية التنبؤ به (الذرة الغنية بالكربوهيدرات والذرة والبطاطس والأرز والقمح والكسافا) التي توفر معظم الطاقة الغذائية. ولكن عندما يكون العجز متوسطا، فان الناس تحصل عموما على ما يكفي من أغذية أساسية، أما ما يتفقون إليه في غالب الأحيان فهو طائفة من الأغذية الأخرى التي تشكل الوجبة الغذائية المغذية وهي البقول واللحوم والأسماك والزيوت ومنتجات الألبان والخضر والفاكهة التي توفر البروتين والدهون والمغذيات الدقيقة فضلا عن الطاقة. فتنويع الوجبة الغذائية يعد عنصرا أساسيا في الأمن الغذائي.

ويعتبر الافتقار إلى الدـخل النقدي من أهم العوامل التي تحول دون سكان الريف والحضر والحصول على الأغذية المتنوعة التي يحتاجونها لتكوين وجبة كافية. فحتى عندما تجري مساعدة الأسرة الريفية الفقيرة على إنتاج أغذية أكثر تنوعا في الرقع الأسرية الخاصة بها، فإنها تقوم في كثير من الأحيان ببيع هذه السلع بدلا من استهلاكها بسبب قيمتها المرتفعة في السوق وعلى ذلك فإن أمن هذه الأسر الغذائي لا يتحسن إلا عندما يرتفع دخل الأسرة إلى مستوى يسمح لها بشراء الأغذية الأخرى التي تحتاجها.

 

 

الصفحة السابقةاعلى هذه الصفحةالصفحة التالية