في مختلف انحاء العالم

الصفحة السابقةالمحتوياتالصفحة التالية

بحوث الكسافا: تعزيز الأمن الغذائي في غانا æ نيجيريا

تعتبر غانا ونيجيريا من بين البلدان القليلة في العالم التي نجحت في الحد من إنتشار نقص الأغذية بأكثر من 30 في المائة فيما بين 1979-1981 و 1996-1998، ففي غانا، إنخفض العدد من 62 في المائة إلى 10 في المائة، وفي نيجيريا، إنخفض العدد من 44 إلى 8 في المائة.

ويتمثل العامل الهام الكامن وراء هذا الإنجاز في الزيادة السريعة في الإمدادات من منتجات الكسافا خلال تلك الفترة. وهي الزيادة التي أفادت على وجه الخصوص، الفقراء وناقصي الأغذية. فجذور الكسافا مصدر ممتاز للطاقة، وأوراقها غنية بفيتامين أ و ج والحديد والكلسيوم فضلا عن كونها مصدرا للبروتين.

واستطاع المزارعون إستغلال فرص السوق الجديدة للكسافا بفضل بحث جرئ عن الكسافا وبرنامج لترويج تسويقها نفذهما المعهد الدولي للزراعة الاستوائية في أبادان، نيجيريا. ففي عام 1984، بعد أكثر من عشر سنوات من البحث، قدم المعهد أنواعا محسنة تتسم بالعديد من المزايا، فهذه الأنواع الجديدة:

وتوافرت هذه الأنواع الجديدة في الوقت المناسب تماما. فقد أدى الفشل المحصولى واسع النطاق الذي أعقب الجفاف الكثير الذي أصاب معظم أجزاء أفريقيا في 1982-1983 إلى تحول الكثير من المزارعين الى زراعة الكسافا بسبب تحملها للجفاف، ونموها في التربة الرديئة نسبيا. ويمكن أن تظل الكسافا في الأرض لمدة تصل إلى ثلاث سنوات قبل حصادها ومن ثم توفر إحتياطيا غذائيا يحتفظ به بسهول.

وقد أدخل المزارعون الكسافا في البداية كمحصول للأمن الغذائي أماكن لم تكن قد زرعت فيه من قبل وخاصة في المناطق الجافة والأراضي الهامشية غير أنه مع تزايد قبول الكسافا كغذاء أساسي لسكان المدن، بدأ المزيد من المزارعين في زراعتها في شكل محصول تجاري.

وفي غرب أفريقيا، يشيع تناول الكسافا في شكل "جاري" أي حبيبات محمصة من دقيق الكسافا الخشن التي تطهى وتستخنم مثل الأرز. ويؤكل "الجارى" مع أنواع مختلفة من الصلصات سواء في المنزل أو كأغذية الشوارع  وكان تزايد الطلب على "الجاري"  في مدن الإقليم الآخذة في الاتساع السريع عاملا هاما في تشجيع المزارعين على إنتاج المزيد من الكسافا.

وفي نيجيريا، حدثت القفزة الكبيرة في إنتاج بين عامي 1983 و 1992 عندما تضاعف إستهلاك الفرد من 63 كيلوغراما إلى 129 كيلوغراما سنويا وتشير التقديرات إلى أن أنواع المحسنة أتاحت إنتاج 1.4 مليون طن إضافية من "الجارى" ولذا في 1991 بالمقارنة بالإنتاج الذي كان يمكن أن يتحقق باستخدام الأنواع التقليدية وفى عام 1998، وصل الانتاج من الأنواع الجديدة إلى أكثر من الضعف أي إلى 3.4 مليون طن من معادله من "الجاري" ولذا، زادت الأنواع الجديدة كنسية من مجموع الانتاج، من 8 في المائة الى نحو 30 في المائة من مجموع أكبر بكثير.

وقد تحقق نجاح الكسافا في نيجيريا نتيجة لتدابير سياسات محددة، وتزايد الطلب الحضري، والإستثمارات الحكومية في توزيع مواد الغرس، وتوفير المعدات الميكانيكية التي تعلبت على مشكلة نقص اليد العاملة خلال عمليات ما بعد الحصاد. وقد بدأ الانتاج في التباطؤ الآن ربما لتمثيل توازن جديد بين العرض والطلب.

وفي غانا، جاء ازدهار الكسافا في مرحلة لاحقة على الرغم من أن نمط النمو كان متماثلا. فقد تعين مواءمة الأنواع الجديدة وفيرة الغلة المقدمة من المعهد الدولي للزراعة الإستوائية لتناسب ظروف التربة

والمناخ المحلية قبيل إطلاق إستخدامها على نطاق واسع. غير أن الانتاج زاد سريعا إعتبارا من أوائل التسعينات بعد بدء البرنامج الحكومي الرامي إلى الترويج لزراعة الجذور والدرنات فضلا عن التحول في السياسات الإقتصادية الذي أدى إلى تشجيع التوسع في إنتاج الكسافا. وفيما بين 1990 و1998، زاد إستهلاك السنوى من الكسافا من 126 كيلوغراما إلى 232 كيلوغراما للفرد، والكسافا الآن هي المصدر الرئيسي للكربوهيدرات كما أنها مصدر زهيد الثمن للطاقة الغذائية لغالبية الغانيين، فالناس من جميع الطبقات الإجتماعية يتناولونها وذلك أساسا في شكل "جاري" والفوفو (أي الكسافا المسلوقة والمسحوقة ) ووصل إستهلاك هذه الأغذية إلى ذروته خلال "موسم الجوع"  الذى يسبق الحصاد مباشرة، عندما يحدث نقص في بعض المحاصيل مثل الذرة أو تزداد أسعارها بشدة مما يؤدي إلى العجز عن شرائها.

والكسافا الآن هي أكبر سلعة زراعية تنتج في غانا وكانت تمثل، فى 1998، نسبة 22 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي من الزراعة.

وهناك مساحات شاسعة من الأراضي في أفريقيا الوسطى والجنوبية تصلح لزراعة الكسافا وقد حدث معظم التوسع في زراعة الكسافا فيما بين 1961 و 1991 في المناطق الرطبة حيث توجد معظم المدن الكبيرة التى توفر أفضل آفاق التسويق. وقد تسيطر هذه المناطق على التوسع في زراعة الكسافا في المستقبل.

وفي نفس الوقت، تمتد زراعة الكسافا إلى المناطق متوسطة الإرتفاع والجافة مما يعكس تزايد أهميتها كمحصول للأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف واستجابة لهذا الوضع، يطور المعهد الدولي للزراعة الإستوائية أنواعا جديدة تصلح بصورة خاصة للمناطق شبه الجافة باستخدام أنواع أصلية من أمريكا الجنوبية

الصفحة السابقةاعلى هذه الصفحةالصفحة التالية