عند مشاهدة السيد Ahmet Alper Güner يتفقّد دخن العصافير الأخضر الذي ينمو في حقوله في ضواحي دنيزلي في غرب تركيا، سيعتقد القليلون أنه بدأ إنتاجه قبل سبع سنوات فقط. غير أنّ قلة قليلة يمكنها أن تتصور الرحلة الاستثنائية التي أوصلته إلى هنا.
ويوضح السيد Ahmet، الذي هو الآن في بداية الخمسينات من عمره قائلًا: "لم تكن الزراعة مهنتي الرئيسية. قبل سنوات من الآن، بدأت أمارس تربية الطيور كهواية. ولكن سرعان ما اكتشفت أن الأعلاف التي كنت أشتريها للطيور من الخارج تسبب لها المرض." وبعد أن فقد الكثير من طيوره المحبوبة، أدرك أنها تحتاج إلى دخن صحي ومغذٍّ بقدر أكبر. وبعد فترة وجيزة، صار هذا المهندس المدني يزرع دخنه الخاص.
ولم يكن الدُّخن معروفًا جيدًا أو يُنتج على نطاق واسع في تركيا آنذاك، والكميات القليلة التي تنتج منه كانت تستخدم كعلف للحيوانات. إلا أنّ دقيق الدّخن بدأ في الآونة الأخيرة يستقطب المزيد من الاهتمام كغذاء للإنسان أيضًا، وخاصة للمصابين بالداء البطني الذين يبحثون عن خيارات مغذية خالية من الغلوتين.
وكانت هذه نقطة الانطلاق لزوجته السيدة Neriman Güner، لشق ّمسيرتها المهنية الخاصة. فكونها طباخة ماهرة يملؤها الحماس لاستكشاف وصفات جديدة، ازداد اهتمامها باستمرار بشأن إمكانية دمج الدُّخن في النمط الغذائي اليومي للناس وبدأت تختبر أطباقًا جديدة باستخدام دخن العصافير الخاص بهما.
وباستخدام مطحنتهما المحلية لصنع الدقيق والبرغل، "تمامًا كما نفعل عادة في ما يخص القمح"، أنتجا خبز الدُّخن وبيلاف الدُّخن بنجاح كبير. "كما قمنا بتحضير حلوى السميد بالحليب باستخدام الدُّخن بدلًا من القمح، وهي حلوى مشهورة في تركيا. وكانت لذيذة أيضًا."
واليوم، يعمل الاثنان معًا في الزراعة ويتّبعان ممارسات مراعية للبيئة، مثل تقنيات الري بالتنقيط والتخصيب الدقيق، وارتفعت غلاتهما بفضل ذلك من نحو طنّ (1) واحد للهكتار إلى 8 أطنان للهكتار.
وبالإضافة إلى ذلك، يدير الزوجان Güners أيضًا موقعًا للتجارة الإلكترونية يعرف ازدهارًا مستمرًا، يبيعون من خلاله منتجات الدُّخن كما يعملان على إنشاء شركة تصدير.
وتقول السيدة Neriman: "من خلال إنتاج هذا الغذاء المغذي الخالي من الغلوتين وإضافة قيمة إلى الدُّخن، سنتمكّن من خلق فرص جديدة
